تتمتع الجهات الإعلامية لدينا بقدرات خرافية في رمي الأخطاء على الجهات الخطأ داود الشريان مثلاً بعقله المائل حاول جاهداً رمي المسؤولية على «الجهات الخارجية الشيعية» بلغة في قمة الهبوط وفي أعلى مراتب الانحطاط الأخلاقي والقيمي..
وإلا ما علاقة مجموعة من الناس في مجلس صغير في قرية نائية بحسب تعبير خالد المطرفي المقاتل السابق في أفغانستان والمدير الإقليمي لقناة العربية حالياً.. ما علاقتها بالشحن الطائفي والتهييج الإعلامي؟
ما علاقة البراعم التي اخترق أجسادها رصاص الغدر القادم من خلفية تكفيرية لم تمتنع أن تصرح بأنها كانت ترغب في المزيد من الدماء وتمنت لو أن الرشاش كان سيارة مفخخة؟كيف لداود الشريان صاحب العقل المائل أن يربط هذا الربط الغبي لولا أنه هو ومن يقف خلفه يريدون إيصال رسالة واضحة سوقية: كلكم غلطانين.. في فهم أحمق لكل ما يجري.
إن هذه العقلية المائلة التي تبرر للإرهاب يجب أن تجتث من الإعلام لأن هذا المنهج يساهم في إقناع الإرهابي بصوابية فعلته.. كما أنها تعطي الرأي العام فسحة واسعة لاعتبار الإرهاب وجهة نظر تستحق المناقشة لأنها تستند إلى مبررات معقولة.في حين يعلم مائل العقل هذا أن هذه المبررات أسخف من أن يتم إقحامها في هذا المورد لأنها بسهولة أجنبية عن الموضوع وأجنبية عن البلاد وأجنبية عن القاتل وأجنبية عن الشهداء الضحايا.
إن من يتحمل مسؤولية أي خطأ في الدولة هي الدولة.. وهي من يجب أن يوجد الطرق لحل المشكلات مهما كانت معقدة.. فضلاً عن أن القول بأن الخلل هو من الخارج هو تسليم باختراق الساحة الداخلية.. وهذا لا يكون إلا بفرضية ضعف الداخل.. ومشروع التصحيح في الداخل مسلم بضرورته لدى الجميع.. حتى الملك عبد الله دائما ما يؤكد على ضرورته..كان الأجدر هو الكلام عن التحريض الموجود في القنوات الرسمية وشبه الرسمية.. وعن المناهج الدراسية التي تكفر الشيعة وتصفهم بعبدة القبور.. وعن أساتذة الدين في المدارس الذين يعقدون اجتماعات يومية تحت شعار ”جماعة التوعية الإسلامية“ يتم فيها من التعبئة وغسيل الأدمغة ما يعرفه الشريان أكثر من غيره.. وعن الكتب التي تباع في المكتبات بشكل رسمي وتكفر كل من عداها.. وحسبك بكتابي ابن بشر وابن غنام الذين يطفحان بالتكفير ويصورون كل مناطق البلاد بأنها وثنية وكافرة وما زالت تباع في الأسواق بلا تنقيح ولا ما يحزنون.
أو كان المفترض أن يتحدث عن المساجد ومنابرها وحلقات الدروس فيها والتي تشكل في بعض المناطق مفرخة حقيقية للتكفير وللدعوة للخروج على نظام البلاد.. ومن تحت تلك المنابر خرجت شريحة واسعة من شباب البلاد إلى أفغانستان والعراق وسوريا وهي اليوم تعود مجدداً لتفرغ تعليمات تلك المنابر في داخل المجتمع.
ولكن الشريان يهرب من ذلك بكل سخافة ويطلب من الشيعة في البلاد الضغط على دعاة الفتنة في الخارج للكف عن الكلام.. بالله عليك يا مائل العقل والعقال هل أنت فعلاً غبي إلى حد التصديق بأن هذه القنوات التي تعتاش على العفن الذي يريدون إلصاقه بالدين ستنصاع لرأي عاقل أو نصيحة ناصح؟ ألا يعلم أن الفتنة تدر عليها من الأموال ما لا يعلمه إلا الله؟ على الأقل هو يعلم أن قناة وصال مثلاً مدعومة من «عزوز» باعترافه على الملأ في تويتر.
إن ما فعله الشريان لهو قمة الاستخفاف بكرامة الشيعة في البلاد.. بل هو استخفاف حتى بدماء رجال الأمن الذين استشهدوا في عملية القبض على هذه العصابة الداعشية الفاسدة.. فالقاتل هو القاتل وهو قتل الشيعة وقتل رجال الأمن.. وخلفيته الثقافية التي تجعله يرى في الشيعة كفار هي عينها التي تجعله يرى الدولة غير شرعية.. ونتيجة ذلك هي استباحة الدماء.وهنا يكون التبرير له بأي طريقة كانت هو إعانة له على فعلته وتشجيع لغيره من الخوارج المارقين على تكرار فعلته.أسأل الله أن يحمي بلادنا من كيد الكائدين وحماقات الإعلاميين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق