الثلاثاء، 26 أغسطس 2014

«المنبر الحسيني» يطور خطابه في «ملتقى الجمهور الثالث»

نظمت رابطة «المنبر الحسيني» بالقطيف والدمام ملتقى الجمهور الثالث تحت شعارها «المنبر نبض الأمة» سعياً لتطوير الخطاب المنبري حيث الحوار الهادف بين الجمهور وعدد من رواد المنبر لإحراز موسم عاشورائي متألق وملهم ومحيي للأمة.
وستهدف الملتقى الذي اقيم مساء الأحد بحسينية السنان بالقطيف القائمين على المآتم ومنظمي الشعائر الحسينية، المشايخ وأئمة الجمعة والجماعة، الرواديد والمواكب الحسينية، جمهور المنبر الحسيني، الشعراء والأدباء، والخطباء.
ملتقى الجمهور الثالث - رابطة المنبر الحسيني
وابتدأ الملتقى بنفحات قرآنية تلاها القارئ حسن عبد ربه.
والقى الخطيب عبدالرزاق الحلال كلمة رابطة «المنبر الحسيني»، تحدث من خلالها عن الهدف من إقامة الملتقى.

وقال «أن «رابطة المنبر» ومن باب الحرص على تلبية حاجات الأمة وقضاياها، وتواصلا مع جميع طبقات المجتمع وشرائحه للقيام بهذه الأعباء تم إقامة هذا الملتقى الذي يسعى للاستفادة من الآراء لتطوير الرابطة وعملها ولتوسيع دائرة متابعيها من عامة الجمهور».

وتمنى الحلال الالتفات بهذا العمل الذي وصفه «بالمبارك» بما يناسبه من طاقات وقدرات على مستوى الملتقى الحالي، أو على مستوى الارتباط الدائم بالنشاطات المرتبطة به.
ولفت إلى أن رابطة «المنبر الحسيني» كلها آذان صاغية في استقبال الأفكار النيرة، والعطاءات السديدة بقلب رحب، وعقل منفتح على الآخر في سبيل التطور والرقي.
وذكر أن الرابطة قدمت إنجازات ودراسات وبحوث أجرتها طوال العام بفضل جهود الأعضاء لا سيما رجال الدين، مشيرا إلى إيصال تلكم الإنجازات لرواد المنبر الشريف من خطباء وشعراء ومواكب عزائية.
والقى الشيخ حسن الخويلدي، كلمة تحدث من خلالها عن وجود فرق شاسع بين ما يحتاجه الإنسان وبين ما يرغب فيه ويحبه وتميل نفسه إليه.

وأضاف أن ما يحتاجه الإنسان أمر يدعو إليه العقل السليم المتحرر من أسر الهوى، أما ما يرغب وتميل نفسه إليه فهو أمر تدعو إليه النزعات النفسية الشهوانية.
ملتقى الجمهور الثالث - رابطة المنبر الحسيني

ولفت الى ان المستمع يرغب أن يستمع إلى الأشياء التي تريحه، وتؤنس نفسه وتضحكه وتفرج بعض همومه كالقصة الفكاهية، أو الشعر الساخر، أو الأسطورة الكاذبة التي يضره سماعها على المدى البعيد.

وأشار إلى أن الإنسان يحتاج إلى الاستماع للمواعظ البليغة، والقصص الهادفة، والعتاب الصريح الذي يحرك في داخله روح المسؤولية، واستشعار التقصير، والتفريط، ويعيد النبض إلى نفسه اللوامة، ومن ثم الرجوع إلى الجادة، والثبات عليها.
وأكد الشيخ الخويلدي على الضرورة بمكان أن يهتم الخطيب الواعي الهادف إلى اختيار المواضيع والأبحاث والقصص التي تشبع حاجة الناس خصوصا شريحة الشباب.
وبين أن شريحة الشباب تمثل الغالبية في المجتمع بالنسبة لشريحة الأطفال والشيوخ مشيرا إلى الإحصائيات خصوصا في منطقة الخليج.
وقال أن الشباب هم الشريحة المؤثرة في المجتمع سلبا وإيجابا لافتا إن صلاح الشباب يعني صلاح المجتمع، وفسادهم يعني فساد المجتمع، وإن كان الأمر نسبيا.
واضاف: أن تحديد ومعرفة المواضيع التي يحتاجها الناس تتمحور في ثلاث نقاط هم المعرفة الصحيحة والواقعية لحقيقة ما يعانيه الناس من هموم ومشاكل على صعيد العلاقات الأسرية، أو الاجتماعية، أو الأفكار العقائية والثقافية، أو السلوكية الأخلاقية، أو الهموم النفسية.
ملتقى الجمهور الثالث - رابطة المنبر الحسيني

وتابع: يمكن الاستعانة بدارسة التاريخ، وحياة الأمم السابقة 

لمعرفة المواضيع التي يحتاجها الناس مشيرا «من لا تاريخ له لا حاضر له، وقد يكون لا مستقبل له».



ولفت الى النظرة الواعية الثاقبة للمستقبل وما تحمله الأيام في رحمها من مخاطر حقيقية يمكن أن تجعل الخطيب البارع يضع حلولا وقائية واستباقية.

واختتم كلمته بأن الخطيب الورع، الوقور، المتواضع، الخلوق، الصبور الذي يقابل جهل الجاهلية بالحلم بالصبر ورد السيئة بالأحسن تكون كلمته وموعظته أشد وقعا في نفوس الناس من غيره.

وتحدث الدكتور بجامعة الدمام المتخصص في علم النفس السيد مهدي الطاهر أن الحاجات التي يحتاجها الفرد لابد من تصنيفها وإشباعها خصوصا في هذا الوقت مشيرا إذا لم يتم إشباعها فإنها مشكلة كبرى يعاني منها المجتمع.

ولفت إلى ضرورة ملئ فراغ المودة في العلاقات الأسرية مضيفا أن تحديد حاجات الفرد والأسرة والمجتمع ضرورة ملحة.

وقال الطاهر إذا كان الخطيب الحسيني والرادود الحسيني لا يهتم، ولا يعرف حاجات الناس عبر اختيار المواضيع، والمفردات فإنهما لن يصلا إلى هدفهم، وغايتهم المنشودة.

وأوضح أن القصة والدراسة تساهم في معرفة رغبات وحاجات الناس مشيرا إلى التركيز على المحفزات الدافعية، واستثمار الطاقات مشددا أنها موجودة في الحاجات والأهداف والطموح.

وذكر أن الاستبيانات الإلكترونية على الشبكة العنكبوتية تساعد الخطيب الحسيني على معرفة احتياجات الناس ورغباتهم التي يتطلعون أن يتطرق لها المنبر الحسيني.

وتمنى الطاهر تواجد المفكرين وطلاب العلم في الملتقى ليتم النقاش العملي حول هذه المواضيع المهمة.

وألقت مجموعة سفينة الحسين تواشيح إسلامية تفاعل معها الحضور تفاعلا روحانيا.

واختتم الملتقى بكلمة للشاعر الشيخ عبدالكريم آل زرع ألقاها أحد أقربائه عن الشعر الحسيني داعيا الشعراء والرواديد إلى توثيق علاقتهم بأرباب المنابر «الخطباء» لما يعود بظلاله على رقي وتطور اللغة الشرية وإيصال رسالتها الإسلامية بكل ألوانها إلى المتلقي.

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

ليست هناك تعليقات: