واقعاً السيد علي الناصر واجهة لنا شئنا أم أبينا ، فقط نحتاج تحديد موقفنا تجاهه هل نعاضده أو نتعاضد ضده ؟
هذا التساؤل استكمالاً لما استظهر جليا في الإضافات و التعليقات القيمة على مقالنا (133) مع شدة بعض التعليقات بعدم أحقية السيد للريادة ، و سيكون ردنا على من يريد ايقاف السيد لا الوقوف معه بحسب احتجاجاتهم بالتساؤلات التالية :
1- هل السيد يقتفي أثر أهل البيت ؟
كلنا نتألم بالشقشة الهادرة من إمامنا علي بن أبي طالب - عليهما السلام - : ( أمَا وَ اللَّهِ لَقَدْ تَقَمَّصَهَا ابن أبي قحافه وَ إِنَّهُ لَيَعْلَمُ أَنَّ مَحَلِّي مِنْهَا مَحَلُّ الْقُطْبِ مِنَ الرَّحَى ... ) ، هذا التقمص الذي امتد حتى خلافة عثمان بن عفان ، و مع هذا الأمد الطويل نجد الامام علي يعمل بما يحقق المصلحة العليا للأمة حتى قال عمر بن الخطاب ( لولا علي لهلك عمر ) ، فالإمام علي تعامل مع الواقع بمقتضى الحال و سمح لابنيه بالمشاركة في قيادة الفتحات الاسلامية في وقت فرضت عليه الاقامة الجبرية بالمدينة . و هاهو السيد علي يسير وفق سيرة أهل البيت - عليهم السلام - في مصلحة الوطن و المواطنين .
2- هل السيد فيه الصفات القيادية ؟
من خلال الدراسة الأكاديمية عن القيادة فالسيد علي باعتقادي من الدرجة الأولى قيادياً ، فهو من بيت مجد و لديه كريزما و قبولية ، و ثقة بالنفس و طلاقة لسانه و نبراته مؤثرة و الجميع يعرف تفاصيل المكابدة و الإصرار في بناء مسجد الامام الحسين - عليه السلام - أما كون المسجد هو الوحيد فهذا يضاف للسيد كونه الوحيد الذي استطاع أن يستصدر رخصة بنائه بالدمام في حين لم يستطع أو يفكر غيره فيما أنجزه .
أما قولته : ( لا أستشير أو أشاور أحد ... ) فهذه الكلمة تحسب للسيد و ليست عليه فمن صفات القائد رؤيته الثاقبة في وقت لا يدركها غيره و أن تكون لديه الثقة و الحزم في موقفه و أهم سمة أن يستطيع أن يقول [ لا ] و إلا كيف يكون قائداً !
و حتى تتضح الصورة أكثر لو استشار أو شاور السيد في خطبته الشعبانية 1433/8/15 فالجواب سيكون بقوة بالرفض الشديد لأن مضمون الخطاب يعتبر الأول في نوعيته في الخطاب الشيعي المنبري برفضه الخروج على النظام و اشادته بالدولة ، و بالفعل حصل من انتقد السيد في خطابه سيما أحداث العوامية تتفاعل ، ثم بعد ثلاث سنوات تثبت التداعيات حسن تصرف السيد و نجاح خطواته دون المشاورة .
3- هل استطاع السيد تربية و تخريج قياديين ؟
مسجد الامام الحسين عليه السلام بالدمام يحتاج لإدارة متمكنة و أيضاً حملة الحج للسيد و مجلسه العامر و تصريف الأموال للفقراء و المعوزين و مساعدة المحتاجين و المساهمة في بناء المساجد و الحسينيات كل هذه الصروح تحتاج إلى إدارة و نظام وكوادر و قطعا السيد منفرداً لا يستطيع القيام بإدارتها لولا مساندة القيادات المتفاوتة التي أوجدها .
4 -هل يحق للسيد أن يسمي المجلس باسمه ؟
تسمية المجلس باسم السيد علي الناصر دلالة وعي الشيعة بالدمام و إدراكهم أن المجتمعات تكبر بعظمائها ، لهذا جعلوا اسم السيد عنوانا للمجلس ، هذه العنونة لا تنف الخدمة الاجتماعية للمؤمنين ، و إذا أردنا أن نسبر غور هذا الموضوع نرى كثير من المراجع أسماؤهم ملحقة بالمشاريع ، زد على ذلك مساجدنا تعرف بأسماء أئمتها و الحال هي بيوت الله تعالى . فليس من الإنصاف نترك كل هذا و نقف عند لماذا يسمى مجلس السيد علي !
5- كيف نحكم على السيد و أعماله ؟
{ فَأَمَّا مَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ ... } هذا هو العدل الإلهي لو أخذ الله تعالى بما أقترفه الإنسان لم ينل أحدنا رحمته ، و إنما أقتضت الحكمة الإلهية أن ينظر أي الأعمال الأكثر و عليها يجزى الجزاء الأوفى ، فالسيد له أعمال كبيرة دينية و اجتماعية و وطنية فليس من الحكمة و العدل أن نترك كل أعماله و نترصد بأفعال و أقوال قبل عقود من الزمان في وجهة نظرنا أنها خاطئة و على كل حال فهو ليس معصوماً .
و من يشكك في عطاء السيد بتوجيه سؤال لماذا لم يطالب بإطلاق السجناء ؟
كوجهة نظر السيد أخذ بمبدأ ( الوقاية خير من العلاج ) فلولا خطبة السيد الشعبانية و و استصداره بيان الكنانية الذي أطلق من مزرعة الشيخ حسن بوخمسين بالأحساء و التي على أثرها أستقر الحال فلربما حدث مالا يحمد عقباه ، ثم لماذا في الوقت الذي ننكر استحقاق السيد للريادة الاجتماعية و الوجهائية نطلب منه المبادرة لإطلاق السجناء ففي هذا تناقض ، و من جهة ثانية من أطلق على الأحداث ( الربيع العربي ) أحق بالمطالبة بإطلاقهم ، مع أننا ندرك أن السيد لا يغيب عن ذهنه المطالبة بما يخدم المجتمع و نتضرع باضطرار إلى الله سبحانه أن يفك قيدهم .
المطلب :
كم هو جميل أن نتعالى على أنفسنا و ذاتيتنا و جراحنا في سبيل المصلحة العامة ، و لو كل وجه اجتماعي تصيدنا عليه بعض المآخذ لما بقي من تصدر قضايانا و يوصل صوتنا ، و الأجمل أن ندافع و نحمي رجالنا و علمائنا و نبتعد عن العاطفة فشخصياً لو تمسكت بهذا النفس لما سِطرت هذه الأحرف ، و كم أعجبني رجل الأعمال عبد الجبار بن ابراهيم بومرة - دامت أفضاله - في مجلسه العامر بحضور الوجيه محمد حسين الخرس - بوهاني - و ثلة من المؤمنين حين أراد أحدهم المساس بأحد وجهائنا تصدى له بقوة و قال لا أقبل في مجلسي أن يتم التعرض للمؤمنين .
في الختام نرجو أن نشيع حسن الظن بيننا كما أحسنت الظن ( النملة ) و أشاعته في مجموعتها حيث { قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ } فقولها { وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ } حسن ظن باعتبار تحطيم سليمان و جنوده للنمل غير مقصود .
1433/6/185
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق