ذكر لنا الدكتور صلاح مكاوي أستاذ علم النفس أيام دراسة البكالوريس قصة مؤثرة حدثت في التسعينات في مصر :
ذهب رجل وزوجته وابنه لكابينة التليفون وهم في أوج الفرح بحصول اﻻبن على مجموع مرتفع في الثانوية العامة ، دخلوا الكابينة لمهاتفة الجدة لإبﻻغها الخبر .
في اﻷثناء قام إرهابي بإلقاء مادة متفجرة على الكابئن المحتشدة بالناس ، وقع اﻻنفحار ذهب ضحيته خلق كثير من ضمنهم زوجة الرجل وابنه .
حاول المسعفون حمل اﻷب الذي كان يحدق في أشﻻء ولده لكنه لوح بإصبعه : دا ابني نجح في الثانوي بمجموع ممتاز ، وعلى الفور مات بحسرته .
يقول الدكتور صلاح تم إلقاء القبض على الإرهابي ، وطلب مني الجلوس معه ربما لكتابة تقرير عن وضعه النفسي ، يقول سردت عليه حادثة اﻷسرة البريئة التي ذهبت ضحية العمل الإرهابي ، لكن لم أجد منه أي ردة فعل ، ملامح جامدة وكأن اﻷمر ﻻيعنيه .
الإرهابيون عدة أشكال ونماذج وخلفيات ثقافية ، لكن السمة الغالبة على هذه الفئة هو انطفئ لذة الحياة من أرواحهم .
الإرهابيون ﻻيقرأون شعر الغزل ﻻيستمعون للموسيقى ، ﻻتثيرهم امرأة جميلة ، ﻻيضحكون مع ضحكة طفل رضيع ، مسكونون بالعالم اﻵخر ، يتم غسيل أدمغتهم من خلال غرس فكرة اﻻمتياز البشري ، أنهم مختلفون فيبدأون في تكفير المجتمع.
الغسيل الفكري هذا يتبعه الغسيل النفسي من أي مشاعر بشرية من خﻻل تجريب منظر الدم ، يتحول بعدها الفرد لكائن فاقد لذاتيته يفكر بطريقة جماعية ، لذا يتحول لمجرد آلة منفذة يدين بالوﻻء المطلق لرؤسائه في التنظيمات.
أسوأ أنواع الإرهابين ما أسميه (السرسري السابق ) الذي يعيش (عقدة الذنب ) ويسعى (للتطهر ) ، هو مستعد ﻷن يموت وهو مبتسم ﻷنه سيتخفف من عبء نفسي ضخم ، وعادة هذا النموذج يكون خاويا على مستوى فكري .
اﻷخطر من الإرهاب هو الفكر الذي يغذي روح الإرهاب والتطرف ، فعموم الناس للأسف يمكن استقطابهم ضمن هكذا توجهات، ﻷن الإرهاب يرتكز على الخطاب العاطفي المغلف بالعقﻻنية !
ضع مئة خط تحت كلمة مغلف !
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق