ليست هذه أول عملية نوعية
معقدة تقوم بها المقاومة الإسلامية في حزب الله ضد العدو الصهيوني , ولكنها تتميز
بعدد من المزايا التي لا يجب أن نغفل عنها:
1- العملية تأتي في ظل تضامن غير مسبوق في الوضوح والصراحة من قبل
قوى المقاومة الفلسطينية الباسلة واستعدادها المطلق في المساعدة والدخول على الخط
في حال تطورت الأحداث وتدحرجت إلى حرب بين المقاومة في حزب الله والعدو الصهيوني..
هذا التضامن يرعب الصهاينة رعباً كبيراً .. فهذا العدو لما تندمل جراحاته من حربه
العدوانية على غزة ومعركته مع "الأشباح" التي تخرج من الأنفاق تحت
الأرض.
بالأمس كان العدو
الصهيوني يحفر الأراضي في الشمال للبحث عن أنفاق لحزب الله بعد أن عاش أهل
مستوطنات الشمال حالات رعب وأوهام بأن مجاهدي المقاومة يتسللون إليهم.. فإذا بالرد
يأتي في هذه العملية من فوق الأرض وليس من تحتها.
2- لا يفصل هذه العملية
التي نفذتها "مجموعة شهداء القنيطرة الأبرار في المقاومة الإسلامية"
أكثر من أسبوع عن العملية التي نفذها الطيران الصهيوني ضد كوادر حزب الله في
القنيطرة.. خلال هذا الأسبوع اتخذت إسرائيل عدة قرارات كان أبرزها الاستنفار في الحدود
الشمالية واعتبار الجبهة اللبنانية أو السورية جبهة واحدة .. وتنفيذ هذه العملية
بهذه الحرفية وفي ظل هذا الاستنفار يعني أن قدرة حزب الله الاستخبارية وقدراته
التنفيذية على الأرض أقوى من كل التصورات للأعداء والأصدقاء.. فلم يخطر على بال
أحد أن يتم الرد إلا في مكان وزمان تتوفر فيهما ثغرة ضعف للعدو الصهيوني .. أما
الرد في منطقة مستنفرة يعني اختراقاً ذريعاً قامت به استخبارات الحزب ضد هذا العدو
.. وهذا يدفع إلى النقطة الثالثة:
3- المقارنة بين اعتداء
الصهاينة على شهداء القنيطرة ورد حزب الله اليوم في مزارع شبعا المحتلة يظهر قدرة
المقاومة التي فاقت قدرة الصهاينة .. فعدد الذين قتلتهم المقاومة (15 قتيل) هو
أكثر من ضعف عدد شهداء القنيطرة (7 شهداء) .. كذلك فإن عملية الصهاينة أتت من خلال
قصف طيران على سيارتين .. بينما قامت المقاومة بتدمير ما لا يقل عن 6 سيارات وقد
يصل العدد إلى 9 سيارات وذلك عن طريق عبوات مزروعة وصواريخ.. بالإضافة إلى العامل
الأهم وهو أن عملية الصهاينة كانت غدراً وغيلةً في حين أنهم كانوا يتحسبون للرد من
قبل حزب الله.
4- لا يغيب المشهد السوري
عن هذه العملية .. فالصهاينة والعرب المتصينون يعتقدون أن حزب الله مستنزف في
سوريا في حين يؤكد سيد المقاومة الإسلامية السيد حسن نصر الله أن ما يقاتل به
الحزب في سوريا هو فائض القوة من الجبهة مع العدو الصهيوني.. فهذه العملية تسقط كل
الأوهام التي تبنى على هذا الأساس.
5- المشهد العربي الغارق
في الضعف والمتنطع للتطبيع مع الصهاينة وحصر الصراع العربي الصهيوني بالفصائل
المقاومة في فلسطين.. فالمقاومة الإسلامية في حزب الله تثبت لكل الرأي العام
الصهيوني والعربي المتصهين أن هذا العدو "أوهن من بيت العنكبوت" ولكن
الجانب المهم أيضاً هنا هو أن الخيانة العربية هي أيضاً أوهن من بيت العنكبوت..
وهي التي حاولت جاهدة وما تزال تحاصر المقاومة في فلسطين ولبنان وتحاربها في قوتها
ورزقها وأمنها .. وهي مع كل هذه الخيانة تصنع الانتصارات التي لا تخطر في بال..
هذا يعني أن الخيانة لا تجر الضعف على المقاومة وإنما تخزي الخائن ليس إلا.
6- لا ينسى أحد خطاب
السيد حسن نصر الله الأول في حرب تموز والذي أعلن خلاله عن تدمير البارجة الحربية
"ساعر" على سواحل بيروت وإحراقها .. هذا الخطاب الذي لعب دوراً عملاقاً
في الحرب النفسية ضد الصهاينة الذين لم يصل إليهم الخبر إلا من خلال متابعتهم لخطاب
السيد الأمين.. واليوم تأتي عملية حزب الله الكبرى والمعقدة قبل خطاب السيد نصر
الله بيومين .. فيا ترى ما الذي سيقوله السيد في خطابه أكثر مما حدث؟
الموعد يوم الجمعة مع
البيان رقم (2)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق