الأحد، 29 يونيو 2014

على قدر عقولهم

نحن اليوم في عصر السرعة, والإختصار, والمضمون الذي لا يحتاج لإطالة وإستطراد مبالغ, فالناس وقد تعددت المشارب والوسائل, لم يعد لديها الكثير من الوقت لتبذله في خطب طويلة, وكلام منمق. وهذا الشيء هو أصل من أصول البلاغة الأدبية التي طالما تميز بها النبي محمد وآل بيته الطاهرين, حيث ورد بأن النبي كان من أقصر الناس خطبة, لأن إطالتها يعني العجز عن البيان والإيضاح في كلمات قصار, وخير الكلام ما قل ودل (قل بعدده ودل بمعناه). فلماذا لا نرى هذا المعنى متجسد في الخطب الدينية على وجه الخصوص في مجتمعاتنا؟ فكثير من رجال الدين في المجتمع يتخدثون عن وسائل التواصل الأجتماعي, وأهميتها, لكنهم يغفلون أهمية جانب أخر, وهو أن يخاطب الناس على قدر عقولهم, وأستيعابهم, وطاقتهم ووقتهم. ومن ضمن هذه الأهمية هي الأختصار في الخطب والكلام, فما فائدة الإطالة أن كان ذهن المستمع قد ترك المجلس إلى مكان أخر! نحن اليوم في حاجة للتأكيد على جانب الأختصار, والتركيز على المضامين, وتقليص المواضيع المطروحة والتي تتشعب فلا يخلص منها المستمع لشيء مفيد! فبدل محاولة إحاطة كل شيء في سويعة, التركيز على مضمون واحد يطرح في وقت مناسب, ستكون بكل تأكيد فائدته أعمق, وهدفه أكثر وصولا وحضورا لدى أذهان وأسماع الحاضرين.

ليست هناك تعليقات: