أعتقد أن الكبر وجنوح النشاط النفسي والعضوي الى التثاؤب واتكاء بعض الأعضاء على بعض.. يضع أمام الانسان مرآة كبيرة يشاهد فيها ما اخطأ فيه وما اصاب في حياته الماضية.. وهناك يضع نفسه على نار هادئة تشتد شيئا فشيئا.. ويحثو على نفسه الأسئلة لماذا اخطأت وأين وكيف؟.. وهل انا وحدي المسئول عن هذا الخطأ أم شاركني غيري؟
البعد الثقافي هو الذي يخرج الفرد من المرحلة البيولوجية الى المرحلة الإنسانية والبعد الثقافي ليس من صنع الفرد بل هو من صنع المجتمع ومسيرته التاريخية وظروفه المناخية وفهمه لحاضره وحنينه الى مستقبل تجري من تحته الانهار.
هنا لا يكون الفرد وحده.. انه يحمل داخله في نفسه وفهمه وتطلعاته ما في المجتمع من فهم وتطلعات وخطأ وصواب.. واللحظة الفاصلة هي ان يكسر اطاره الاجتماعي ويتمرد على ما فيه..
لماذا نقابل بالازدراء الشرس كل من يحاول التمرد على الاطار الاجتماعي؟ كل من يكتشف خللا ما في مسيرة هذا المجتمع؟
إننا نحن العرب نكتشف منذ اكثر من قرنين في كل يوم ما عليه مجتمعنا من اسباب التخلف في كل حقل من حقول الضوء والمعرفة. ان مجتمعاتنا تئن بؤسا.. فلماذا؟.. وأعيد السؤال مرارا: لماذا حين يفر الفرد محاولا تجاوز ما هو فيه من وحل المستنقعات تتوجه الى خاصرته السهام؟!
هل قرأت هذا لمحمود درويش؟
«سيري ببطء يا حياة لكي أراك
بكامل النقصان حولي
كم نسيتك في خضمك
باحثا عني وعنك
وكلما أدركت سرا منك
قلت بقسوة: ما أجهلك
نعم.. ما أجهلك
هذا ما اقوله: «لحضرتنا» حين أنظر إلى الحياة فردية أو جماعية.. وعليك يا حضرة ألا تخشى أحدا أو تخجل من أحد حين تتمرد على ما فيك وتعترف بأخطائك فبدون ذلك لن تصل إلى الصواب.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق