السيد علي بن السيد ناصر بن السيد هاشم السلمان إمام و خطيب مسجد الإمام الحسين بالدمام ، يعتبر رجل المرحلة بلا منازع و كلما تقدم به العمر أصبح أكثر نضوجاً و معرفةً بالواقع و التعامل مع مجريات الأمور .
1- الإصلاح سنة كونية
من القناعات التي أؤمن بها أن مجتمعنا مجتمع إيماني و الحس الديني لديه مرتفع جداً حتى سلبياته نتيجة لهذه ( السمة ) و لذا تراه يثق بالعلماء في كل صغيرة و كبيرة سيما أصحاب المقامات و المؤثرين كالسيد علي الناصر ، و الناس بطبعهم يحبون الصلاح و الإصلاح و هي المهمة التي جاء من أجلها الأنبياء و الرسل و الأوصياء { وَقَالَ مُوسَى لأَخِيهِ هَارُونَ اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي وَأَصْلِحْ وَلا تَتَّبِعْ سَبِيلَ الْمُفْسِدين } و قوله { إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الإِصْلاحَ مَا اسْتَطَعْتُ } و أمره سبحانه { إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ } .
2-علماؤنا قدوة للصلاح و الاصلاح
من النماذج الإصلاحية الميرزا حسن الإحقاقي - قدس سره - الذي استهل مرجعيته بإزالة حائط يفصل بين شرائح الشيعة بجبانة الكويت ، و بما أن وفاة أخيه الميرزا علي - قدس سره - في شهر رمضان صار تثبيت هلال العيد الحدث المنتظر ، و حين اكتمل النصاب الشرعي بعدد الشهود لم يعلن الميرزا حسن ثبوت الرؤية كونه لم يثبت لدى الأطراف الأخرى فقيل له : ( إن السيد [ وكيل مرجعية النجف ] لم يأتِ إليكم في وفاة أخيكم الميرزا علي. فأجابهم إن السيد هو بمثابة والدي و التقصير منى لإنني لم أعزيه في وفاة أخي و أرجو أن يعذرني ) وصل هذا الكلام للسيد ... و مباشرة جاء للمسجد ليعلن إثبات الرؤية للجميع و يطلق على الميرزا حسن العبد الصالح و الامام المصلح ، هذه الأخلاق الانسانية تجدها في سيرته و فكره و كتابه ( الرسالة الانسانية ) .
و مما سمعته من الميرزا حسن - قدس سره - دعمه لشيعة الهند من مقلدي السيد الخوئي - قدس سره - بعد تضيق الخناق عليه من صدام حسين ، و كان الدعم سخياً و لرد الجميل بعثوا شيعة الهند رسالة يخبروه بقرار تغير مرجعيتهم إليه ، فبعث إليهم بالبقاء على مرجعية السيد الخوئي . و عندما بنت حكومة الكويت مسجداً للشيعة سلمته الميرزا و بدوره سلم مقاليده ( مفاتيحه ) إلى وكيل السيد الخوئي و لم يستأثر به لأحد مقلديه .
و في عصرنا الحالي أشاد السنة قبل الشيعة بالأخلاق الانسانية لآية الله السيد
علي السيستاني - حفظه الله - في موقفه الحاسم بعدم الانتقام للعمليات الانتحارية الإرهابية ، ورده الإنساني عندما أساء إليه أحد علماء الاخوان المسلمين محمد العريفي .
3- هل السيد علي يريد الإصلاح ؟
مما لا شك فيه أن السيد علي الناصر - حفظه الله - يريد الإصلاح فهو سليل أمجاد من ذرية أهل البيت - عليهم السلام - فهو يعرف ما قام به جده و نبينا (ص) في الإخاء بين أهل المدينة و بين الأوس و الخزرج ، و كلنا نعرف المبادرة قبل عقدين تقريباً باجتماعه بالشيخ توفيق البوعلي في الاحساء لأجل الإصلاح ( لم تكلل بالنجاح ) هذه المبادرة يمكننا قرائتها من زاوية إيجابية بحب السيد علي الناصر بالإصلاح .
4- أهم مبادرة السيد علي الإصلاحية
من خلال متابعة المشهد و الحراك الديني الاجتماعي بظني أهم مبادرات السيد الإصلاحية اثنتين واحدة تتعلق بالشأن الشيعي و الأخرى بعلاقة الشيعة بالدولة ، فالأولى إعلانه في خطبة الجمعة أن ( الزيارة الجامعة ) سندها صحيح و الإقرار بها كونها من نفحات إمامنا علي الهادي - عليه السلام - هذه الخطبة أدخلت السرور على محبي الشيخ الأوحد لإن إنكار هذه الزيارة هو إجحاد لأفضل ما جادت به عبقرية الأوحد ( شرح الزيارة الجامعة ) في أربع مجلدات وهذا الشرح اختزان لفكر الأوحد . و المبادرة الثانية هي خطبة السيد يوم 1433/8/15 بمسجد الحسين بالدمام التي رسم فيها الطريق السليم لعلاقة الشيعة بالدولة و التي يقتفي أثرها و يتسابق عليها بقية علماء الشيعة و مثقفيهم دون الإقرار بفضله .
5- الدور المرتقب للسيد علي الناصر
كلنا نتوق لدور ريادي يقوم به السيد علي - حفظه الله - للإصلاح بين الشيعة وإذابة ما يعلق في الأذهان من رواسب فيما يتعلق بتعدد المرجعيات ، و الأمر لا يحتاج لاجتماعات كالتي حدثت مع ( الميرزائين ) في الأحساء و إنما نحتاج فقط إلى خطبة عصماء كالخطبة الشعبانية 1433/8/15 و كلام واضح و ضوح الشمس كما جاء في كلمة مولد الامام العسكري في 1433/4/7و التي يطلب فيها معاملة أخوتنا السنة بقوله :
١- علينا أن نشيع جنائزهم
٢- علينا أن نعود مرضاهم
٣- علينا أن نؤدي حقوقهم و نتفقد أحوالهم . و بالمثل نترقب خطبة من السيد في الشأن الشيعي يقول فيها :
١- علينا أن نحترم جميع المرجعيات
٢- علينا أن نصلي وراء العلماء بعيدا النظرات الضيقة ( و هذا يتفق مع خطبة السيد هاشم السلمان الذي ينهل من نمير عمه - حفظهما الله - عندما أمر بالصلاة خلف أئمة السنة طواعية - دون توهق - )
٣- علينا أن نؤدي حقوق الأخوة فيما بيننا و نتفقد أحوال بعضنا البعض .
و من جهة ثانية أعتقد أهم مظهر للتشتت هو تثبيت رؤية الهلال لأنه يؤجج الضغائن و يعطي صورة مشوشة للشيعة بالذات مع أجيالنا الجدد و الذين سيرجعون من بعثاتهم . عليه كما كانت لدي السيد علي - حفظه الله - القدرة في توحيد صفوف الشيعة بجميع تعددياتهم و أخذ توقيعاتهم في ( بيان الكنانية ) الذي يدعو للهدوء و ضبط النفس في أحداث 4 مارس بالأحساء و استجابة الشارع الشيعي لهذه المبادرة بالمثل يكون اجتماع لتثبيت الرؤية و تناول القضايا التي تمس الوطن و المجتمع .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق