الأحد، 29 يونيو 2014

الشيخ عبد المحسن النمر: المخاض الفكري والأحداث المتلاحقة تؤنس بقرب الانتصار

أكّد سماحة العلّامة الشيخ عبد المحسن النمر أنّ ما يشهده المجتمع والأمة من مخاض فكري وأحداث متلاحقة، وتجاذب الآراء والأقوال والأطروحات الفكرية، والترويجات الإعلامية، أمر "مؤنس بقرب انتصار الخير، وهي أمور ستعجل حتما في انتصار الحقّ".
وأكّد سماحته أن " الإنسان المؤمن، والمجتمع المؤمن، والأمة المؤمنة، إذا أحسنت فعلها، فلا شكّ أنهم إذا أحسنوا التفاعل، وأحسنوا ردود الأفعال، فالنتيجة مضمونة بغلبة الحق بإذن الله".

• قانون الاستتباع 


وابتدأ سماحته الخطبة مستفتحا بالآيات الكريمة ( والليل إذا يغشى* والنهار إذا تجلى* وما خلق الذكر والأنثى* إن سعيكم لشتى* فأما من أعطى واتقى* وصدق بالحسنى* فسنيسره لليسرى* وأما من بخل واستغنى وكذب بالحسنى فسنيسره للعسرى).


ليبيّن أنّ " هذه الآيات كسائر ما أنزل الله على أنبيائه، وبالأخص ما جاء في القرآن الكريم تتناول حقيقة أزلية أبدية لا يأتيها الباطل من بين يديها ولا من خلفها، وهي أنّ الأعمال تجرّ إلى بعضها، وتجرّ إلى أعمال أخرى من جنسها، هذا إضافة إلى الآثار الأخروية من ثواب أو عقاب".
وشدد سماحته على أن " حقيقة الإنسان معتمدة على ما يقدمه من عمل ( فأما من أعطى واتقى .. )، فالإنسان الذي يكون كريما ويكون إحسانه نابعا من عقيدة سليمة وإدراك حقيقي لهذا الوجود فإن أقدم على هذا فهناك نتائج تشير لها هذه الآية الكريمة (فسنيسره لليسرى)".


وأوضح سماحته معنى الانشراح قائلا: حين نرى الإنسان مقبلا على الخير، فلنعلم أن عمله يأخذه إلى مرحلة جديدة من الخير. والأمر بالعكس، الذي يعمل الشر فإنه يتقلب في الضلال، حين يغتاب الإنسان مثلا فلا يتوقع أن تكون صلاته خاشعة، كلما أقبل على عمل خاطئ فإن عمله يجره إلى المهاوي.
وأضاف: والعكس صحيح، الصدقة تجعل الإنسان يقبل على الخير والصلاة والعبادة والطهارة. فلنسأل أنفسنا إذا: ما سبب عدم الإقبال على الصلاة؟ فليراجع الإنسان ما عمله طوال النهار، وعلى العكس من ذلك لو عمل الخير.


• مشهد مبشّر


وانتقل سماحته للحديث عن المشهد الفكري والاجتماعي الراهن بالقول: المخاض الفكري الذي تعيشه الأمة والمجتمع والأحداث المتلاحقة، وتجاذب الآراء والأقوال والأطروحات الفكرية، والترويجات الإعلامية، أمر مؤنس بقرب انتصار الخير، وهي أمور ستعجل حتما في انتصار الحقّ.
وأكّد سماحته أن " الإنسان المؤمن، والمجتمع المؤمن، والأمة المؤمنة، إذا أحسنت فعلها، فلا شكّ أنهم إذا أحسنوا التفاعل، وأحسنوا ردود الأفعال، فالنتيجة مضمونة بغلبة الحق بإذن الله تعالى.

وأضاف: أما الباطل فمهما علا وأزبد فليس إلا زبدا يذهب جفاءا مهما علا، (فأما الزبد فيذهب جفاءا وأما ينفع الناس فيمكث في الأرض). ( قل جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا).

وشدد سماحته على أنه: إذا كنا نأمل في ذهاب الباطل فلنتمسك بالحق، فالآية الكريمة قرنت بين الأمرين، بين مجيئ الحق وذهاب الباطل، وهذا يؤكد أنها حركة فكرية اجتماعية واحدة، بها يتحقق كلا الأمرين دفعة واحدة. إننا نأمل رغم مظاهر الباطل في قدوم الحقّ. إنّ الحقّ آت لا محالة، والباطل زاهق لا محالة.


• أبواب رمضان


ثم انتقل سماحته إلى حديث روحاني عن استقبال شهر رمضان والاستعداد له قائلا: على أبواب رمضان ينبغي أن نراعي واقعنا، كما لنا اهتمام بزيادة ما نأتي به من عبادات وأعمال الخير، فليكن لنا اهتمام مماثل بزيادة الآداب العبادية، الأهم أن تزداد القلوب رقة وتفكرا في الحق واجتنابا للباطل. فاجتهدوا في أداء العبادات بصورة تنير القلب، بخضوع وخشوع وتهجد ورقة قلب.

ونقل سماحته رواية عن أبي الصلت الهروي قال: دخلت على الإمام الرضا (ع) في آخر جمعة من شعبان فقال لي: "يا أبا الصلت، إن شعبان مضى أكثره، وهذا آخر جمعة فيه، فتدارك فيما بقي تقصيرك فيما مضى منه، وعليك بالإقبال على ما يعينك، وأكثر من الدعاء والاستغفار وتلاوة القرآن ، وتب إلى الله من ذنوبك، ليقبل شهر رمضان إليك وأنت مخلص لله عزّ وجل، ولا تدعنّ أمانة في عنقك إلا أديتها، ولا في قلبك حقدا على مؤمن إلا نزعته، ولا ذنبا، ولا ذنبا أنت مرتكبه إلا أقلعت عنه، واتق الله وتوكّل عليه في سرّ أمرك وعلانيتك".


وعلّق سماحته بالقول: كثيرا ما نفتح لأنفسنا أبوابا من الذنوب لم تكن معروفة، كهذه الأنواع من الترف التي لعلها مناقضة لمعنى شهر رمضان، يبدأ الإعلام في جذب الناس إلى المسسلسلات واللهو، علينا أن تكون علاقتنا بالأمور اللهوية أقلّ إلى أقصى حدّ.
كما نقل سماحته رواية أخرى عن الإمام الرضا (ع): " من صام ثلاثة أيام من آخر شعبان ووصلها برمضان كتب الله تعالى له صيام شهرين متتابعين".
وختم سماحته بالدعاء للأمة الإسلامية قائلا: نسأل الله تعالى أن يحفظ المراقد المقدسة ويلم شمل الأمة ويحفظ وحدتها.

ليست هناك تعليقات: