شارك عشرات الآلاف من شيعة السعودية من القطيف والاحساء والدمام والمدينة المنورة في الزحف المليوني المتجه من مدينة النجف الاشرف إلى مدينة كربلاء المقدسة بالعراق.
وأعتاد الشيعة من مختلف أنحاء العالم في المشاركة في أكبر ماروثون مشي عالمي حيث يبدأون من أوائل الشهر الحالي للوصول في العشرين منه والتي تصادف أربعينية الإمام الحسين .
ويشارك في مسيرة المشي الرجال والنساء والصغار والرضع والكبار وذوي الاحتياجات الخاصة محملين برايتهم واعلامهم السوداء والحمراء والتي تؤكد للعالم أجمع مواساتهم للسيدة زينب .
ويتفانى أصحاب المواكب والمضائف طوال طريق المشاية الذي يسمع فيه الزوار كلمات الترحيب والاستقبال على سبيل «هلا بزوار أبو السجاد» بتقديم صنوف الخدمات والاحتياجات؛ والتي تتنوع في تقديم صنوف الأطعمة والمشروبات الباردة والساخنة؛ وانواع الفواكه والخدمات العلاجية وخدمات المبيت والايواء.
وتقدم المضايف خدمات تصليح الأحذية وعجلات العربات للمشاية الصغار بالإضافة إلى خدمات شحن الهواتف النقالة والاتصال المجاني؛ كما تقدم خدمات التدليك والعلاج الطبيعي وخدمات خياطة وغسيل وكي الملابس.
ويشارك رجال الحوزات العلمية ورجال الدين في العراق بتقديم خدمة الاستفتاءات الدينية وتصحيح القراءة لسور القرآن الكريم والطريقة الصحيحة للبس الحجاب الإسلامي.
وتعلو أصوات المواكب العزائية والرواديد في طريق المشاية والذي يبذل فيه الجميع كبارا وصغارا كل مالديهم من أجل تقديم كافة الخدمات للزوار.
ويجود الأهالي في تقديم البركات والخدمات والتى لا تختص ب الأغنياء دون الفقراء؛ بل ترى الجميع يشارك حتى بتقديم المناديل للزوار وتطيبهم قائلين «خذ طيب يا زائر».
وتفرد «شاي أبو علي» بنكتهه العراقية حيث يحرص الزوار على الشرب منه، وتتفنن المواكب في تقديمه حيث توضع أكواب الشاي بطريقة معينة بجانب منقلة النار بفحمها الملتهب.
وتكثر في طريق المشاية مختلف القدور الكبيرة التي يطبخ فيها الطباخون الطبخات العراقية المشهورة كالقيمة ورز الفاصوليا وشوربة البطاطس والهريس بالسكر وسندويشات الفلافل والكباب العراقي والشاورما.
«جهينة الإخبارية» كانت ضمن المشاركين في المشاية من خلال تواجد بعض من محرريها ومصورها؛ فكان لها بعض اللقاءات مع بعض المشاية.
وأشار الزائر احمد على الحمد والذي يشارك ضمن مشاية الإمام الحسين لأول مرة كثرة المضائف وكثرة خدام المشاية الذين يتفنون في خدمة المشياه في اي شي أمرا لفت انتباهه.
ونوه الحمد والذي سار مسافة 45 كيلو من النجف لكربلاء ولمدة 20 ساعة أنه خلال المشي لم يحتج لأي من الخدمات قائلا «الحمدالله كل شي متوفر من الاشياء الي يحتاج لها المشاية من الدواء والاكل واحتياجات النوم والراحة».
وأوضح في حديثه ل «جهينة الإخبارية» أن الهدف من مشاركته ضمن المشاية إيصال رسالة الى كل العالم ليتعرف مظلومية الامام الحسين ولماذا قتل مع الاهل بيته واصاحبه، منوها إلى كثرة الاحاديث في ثواب الزيارة والمشي للزيارة.
وأوضح الزائر حسين العويض من أهالي المدينة المنورة أن هذه المسيرة المليونية هي إعلان صريح للعالم أجمع بالدور الذي حققته ثورة الإمام الحسين، منوها إلى أن جميع من يعرف الحسين يشتاق للزيارة أيا كان مذهبه وانتمائه.
وذكر العويض والذي كان يدفع عربة ولده الذي لا يتجاوز السبعة أشهر أن الخدمات التي تقدم «أمرا يفوق كرم حاتم الطائي» حيث أن المواكب والمضائف لا تقتصر على تقديم الاحتياجات الضرورية بل حتى الكماليات وهذا لا نراه في كل العالم.
وأضاف: من الاشياء التي لفتت انتباهي واثرت بداخلي هي مشاركة الأطفال الصغار والذين يبدو من ملابسهم الحالة المادية البسيطة والتي هي أقرب للفقر؛ موضحا أن الجميع يشارك على اختلاف مستوياتهم الاجتماعية والمادية في كل الخدمات حتى تنظيف طريق المشاية وتنظيف أحذية الزوار.
من جهتها أفادت الزائرة ميعاد ال سبيت والتي تشارك المشاية للمرة الأولى أن كل اﻻشياء متوفرة بشكل يفوق المتوقع، قائلة «اذهلني تنوع الخدمات والطاقة اﻻيجابية والروح المتعاونة والمحبة عند الخدام.
وتابعت ال سبيت والتي تحمل رايتها السوداء بقولها اختياري لكوني أحد المشاية جاء من حبي للحسين وتمنيت أن أحظى بالثواب، مبينة أن امتزاج شعور اللهفه وتسابق الخطى للوصول كانت لحظات مذهلة للعقل والعين والقلب وفيها كل أحاسيس العالم لحظة يتذوقها كل محب للحسين.
وأفادت أن عطاء الجميع بإخلاص وحب بهدف خدمة الإمام الحسين وزواره هو بمثابة العشق الذي يجمع زائرين وخدام الامام الحسين .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق