
أهديت ديواني للقاصين العليو والحجي ذات مقهى فسألوني كم تملك من نسخ لديوانك ؟
أجبت متأففا : مئتا نسخة
فتشاهقوا : ممتاز
فتنهدت : قليل
فغمز واحدهم لصاحبه : جمهورهم غير جمهورنا !
أعزائي ! رغم مايقال أن الزمن هو زمن السرد إلا أن القضية لاتعمم في كل مجتمع فالمجتمع الأحسائي يميل للمزاج الشعري أكثر من السردي ، وبقي الشكل السردي في الإطار النخبوي ، ومع ذلك فإن حركة القصة في المشهد الثقافي ناضجة بحسب ما اطلعت عليه ومايميز الحركة السردية حضور الصوت النسائي بشكل لافت أكثر من الحضور الشعري فأسماء من طراز رباب وخديجة النمر وأمينة الحسن وتجارب روائية لبشاير محمد مثلا مؤشر على حالة تقدم .
كما أن (للسرادة) حضور كمي لافت ، مما حدا بحسين العلي لإصدار معجم سردي مع أن التقليد المتبع هي معاجم الشعراء وسمعت أن النادي سيطبع معجما سرديا كذلك .
كما أن الحضور الكمي متعاضد مع الحضور النوعي في تجارب قصصية تحظى بتجارب مميزة كتجربة ناصر الجاسم عبدالله النصر وطاهر الزارعي وزكريا العباد .
ولم يتوقف المشهد السردي على القاصين فهناك الباحثون والنقاد ممن يشتغل في الحقل الأكاديمي يتخصص في شؤون السرد مثل محمد البشير ويونس البدر .
لكني بوصفي شاعر أتعامل مع الساردين تعامل أبناء العمومة داخل الأسرة الإبداعية أظن بعد انطفاء وهج شبكة هجر قل التلاقي بين المشهد الشعري والسردي أصبحت اللقاءات فيسبوكية وإهداءات لإصدارات لم نعد كما كنا في أيام هجر .
أما سبب عزلة (السراد) في المشهد الثقافي الإجتماعي أن الشعراء يقدمون للساحة بوصفهم يحققون انجازات ثقافية ويعود ذلك لانتشار جوائز الشعر بينما تقل جوائز السرد .
ويعاني مجتمع السرادة من عدم وجود فكر تسويقي احترافي لإصداراتهم ، أعرف صديق شاب أصدر روايته الأولى العام المنصرم وبسبب نشاطه في تسويقه الآن بصدد الطبعة الثانية وحالة التسويق كذلك يعاني منها الشعراء فشاعر مثل جاسم الصحيح لم يغزو سوق الكتب رغم غزارة إنتاجه وسمعته بالشكل المطلوب ، وربما تجد أخوتنا في المجتمع القطيفي أكثر ذكاء في موضوع التسويق .
المقال أعلاه ربما سقطت منه أسماء مهمة كتب على عجالة لمناكفة أبناء عمومتنا (السرادة ) !
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق