الأحد، 2 نوفمبر 2014

تغطية الليلة الثامنة لمأتم النمر - سيهات


الدمام بوست (نقلاً عن نشرة مأتم النمر): بعد مقدمة نعي فيها القاسم ابن الحسن عليهم السلام ،استهل سماحته محاضرته بالآية الكريمة " أولم يرى الذين كفروا ان السموات و الارض كانتا رتقا ففتقناهما ، و جعلنا من الماء كل شيء حي ، أفلا يؤمنون "

وقد أمتعنا الشيخ المشاجرة الليلة بالتفكر في عظمة خلق الله والتحير في الروائع الدالة عليه.
وهي محاضرة علمية بامتياز قام الشيخ بتفصل اركانها و بسط محتوياتها ، حسث سرد وبتسلسل سلس و دقيق وباختصار غير مخل ، بعض نظريات خلق الكون ، وكيف أن بعض علماء الفيزياء الذين أرادوا اكتشاف هذه العلوم استغلوا علمهم المادي الطبيعي هذا كباب لإثارة المغالطات الفلسفية والعقلية والعقدية بإنكار ( العلة الاولى ) وأثر الخالق في خلقه ، وما لهذه النظريات في انتشار ( ظاهرة الألحاد )

استعرض بعد الآية الكريمة الإحصاءات التي تشير الى ظاهرة الإلحاد التي وصلت بالمملكة الى ٦٪ و إحصاءات اخرى تقول ١٠٪ ، و أرجع ذلك الى أطروحة نشطة روج الإلحاد من خلالها ، قد طرحت في كتاب ألفه ستيفن هوكنجغ ، و تدور فكرته حول الخلق و التكوين و يحمل اسم " التصميم العظيم " الذي حاول كاتبه إثبات ان العالم ليس بحاجة الى خالق ، تدور فصول الكتاب جميعا حول نمطين من الحديث احدهما فلسفي
و الاخر فيزيائي
وقد حاول الكاتب إلغاء علم الفلسفة كدليل لأكتشاف الكون و معرفة تكوينه التي لا يجيب عليها الا علم الفيزياء
و نظرياته و استنج ان الكون و الموجودات عامة ليست بحاجة الى خالق و ان الكون مخلوق من العدم بالصدفة
وقد فصل الكاتب نظريته في مراحل عبر فصول الكتاب على النحو التالي :
١- ظاهرة توسع الكون التي جاء بها العالم أدون هابل ، و نظرية الانزياح الأحمر اي ان الكواكب في حالة تباعد ولذلك فالكون في توسع
٢- ربط العلماء بين اكتشاف هابل و نظرية الانفجار العظيم
٣- لاحظ العلماء ان الانفجار العظيم انشأ تضخم لذرات الكون و حدوث هذا التضخم حصل في لمح البصر
٤- ما دام الكون تكون من تضخم من جزئيات صغيرة فلا بد من دراسة الأجزاء الصغيرة ، و قد تم انشاء نظرية اخرى من خلال دراسة حركة الحزئيات الصغيرة هي نظرية الشق المزدوج ( ذرات الكربون ) نتيجة لهذه التجربة ، استنتج العلماء ان الجسيمات الصغيرة تتبدل ، و النتيجة الثانية ان الجسيم الصغير يتواجد في اكثر من مكان واحد ( مليار مكان في وقت واحد )
5- انه لا يمكن دراسة الجسيم الصغير الواحد ، وهذا القول يعود الى أنشتاين ، حيث لا يوجد شخص قادر على حصر تحركات الجسيم
6- من خلال ما سبق من استنتاجات لتلك النظريات ، توصل هوكنجغ الى مبدء الشك ، الذي نادى به هازين برج ، ومن خلالها تم التنبوء بمسيار التواريخ البديلة ، و وضع قانون لحركة الجسيم
٧- عندما يتم تطبيق النظرية على نشأة الكون تكون النتيجة خطيرة ، هي تصادف انشاء الكون انشاء مليارات الأكوان الاخرى ، وعرفت هذه بنظرية الأكوان البديلة
٧- ستيفن هوكنجغ قال بنظرية انشاء الكون و مليارات الأكوان لكنها فسدت و بقي كوننا فقط

واستخلص من تلك النظريات السابقة ثلاث نتائج :
١- نظرية الأكوان المتعددة و سائر النظريات الاخرى يعبر عنها بمسمى نظرية ( ام ) فلسنا بحاجة الى خالق فالبتالي نحن وجدنا بالصدفة
٢- الكون هو ليس جسيم بل فراغ اي تكون من العدم
٣- بقاء كوننا نتيجة الصدفة

مناقشة النظرية :
١- القانون العلمي هل هو الذي يوجد الظاهرة ام يصف الظاهرة ، فالقانون يصف الظاهرة فقط ولا يوجدها ، حتى لو سلمنا جدلا ان القانون موجود بالخارج فمن أوجده و من حركه
٢- نظرية العدم لا يقبله العقل ففاقد الشيء لا يعطية فالعدم فاقد الوجود فليس بإمكانه إيجاد الوجود
فهل العدم ينشؤ العدم ، و هل العدم هو الفراغ الذي ينشئ عنه ( طاقة الفراغ ) الذي ينشئ ( رغوة الزمكان )
٣- الكون بقي نتيجة الصدفة ، فالصدفة اما معقولة او غير معقوله ، والإيمان بالصدفة هو انهيار تام لكل القوانين و الأنظمة
الغريب ان هوكنجغ يتكلم عن دقة الكون ( المسار الاهليجي ) و يصف دقته وهذه الدقة هي التي حفظت الكون ولكنه يرجع بالرغم من الوصف الدقيق لكل العناصر الموجودة في الكون للصدفة ، وضرب الشيخ مثلا على بطلان الصدفة التي ارتكز عليها هوكنجغ ، بمثال ضربه احد العلماء ، عندما قال " هل الصدفة سوف تجعل من رجل على بعد (١٤ ) اربعة عشر مليار سنة ضوئية من على الضفة الاخرى من الكون يرمي سهم على سم و يصيبه " اي عقل سوف يصدق هذا

و استخلص الشيخ بأنه لا بد من قدره الهية تتحكم في حركة الجزيئيات التي تكون منها هذا الكون
ان هذه النظريات على عكس ما اراد منها اصحابها فهي تؤيد وجود القدرة و الأيدي الإلهية التي توجد و تنظم و توجه و تجعل في الأشياء خواصها ، وهي قدرة واحدة عظيمة ، جاء الرسل يؤكدون على وجودها وبانها اصل لوجود الكون وكل الموجودات ، ويتمثل ذلك في مبدأ التوحيد الذي بذلوا فيه مهجهم و مهج احبابهم

شكراً للشيخ على طرحه للموضوع بشكل يستطيع الجميع فهمه واستيعابه. بالرغم من القول بأن الموضوع نخبوي بأمتياز ، ً و هو ليس لمن لديه اطلاع في تلك العلوم أو بما بما يدور في الساحة ، فهو لن يراه ذا أهمية ولكنه مهم جداً للنظر لما يدور في ساحتنا ، و لمواجهة التحديات المطروحة فيها.
لم بسعف الوقت محاضرنا في عرض هذه النظريات على القرآن الكريم و ما روي من سنة النبي و اهل بيته
كما انه لم يعرضها على أقوال الفلاسفة و علماء العرفان الاسلامي.

ليست هناك تعليقات: