الاثنين، 4 أغسطس 2014

لمحات من سورة التحريم في العلاقات الأسرية 1

المقدمـــة:

 الخلاف والتباين والصراع بين الضرائر ليس بمسألة شاذ ّة ونادرة وجديدة بل تكاد تكون أمراً طبيعياً مسلّماً ( وأن لم يكن صحيّاً ) , فليس من الشاذ ّ تصديق نقولات تاريخية حول اختلاف الضرائر ..
حتى عُدّ التباين والاختلاف بين الضرائر يضرب فيه مثلاً لكل شيئين متنافرين  متباغضين , حتى في لسان الادب الديني والمتون الدينية  ربما استفيد من هذا الأمر المتسالم عليه فلقد جاء في روايات كثيرة
(( الدنيا والآخرة ضرّتان كلما أرضيت أحدهما أسخطت الأولى ))
فخلاف الضرائر امر ممكن جدا بل هناك بواعث طبيعية  وغريزية وبشرية تساعد عليه الا من عصم الله وقليل ما هنّ ..
وهناك امر آخر .. وهو أن اسباب الخلاف والمشاكل والتصادم هي طبائع نفسية بالدرجة الأولى غالباً ,فكلما كان طموح المرء لأمر وطمعه اشدّ كان خلافه اكثر ومن جهة اخرى كلما كان المختلف عليه شيء له شأن أعظم كانت آثار الاختلاف ايضا اعظم و اكبر ..
ولم يكن العش الزوجي لخير البشر محمد بن عبد الله ( ص ) بمنأى عن هذه الظاهرة حيث كان له زوجات عدة ولم يكنّ معصومات بدعوى أحد ..

لم يكن بيت الرسول  ( ص ) يخلو من هذه الظاهرة خصوصا مع وجود بعض الزوجات المتميزات بحدة المزاج وشدة العصبية والغيرة الشديدة والجرأة في اتخاذ المواقف التي شهد التاريخ عليها ..
 فقد امتازت ام المؤمنين عائشة بين زوجات النبي ( ص ) بصفات شديدة جعلتها خالدة بمواقفها ابد الدهر .. نذكر منها على سبيل المثال للحصر : تكسير الصحون , شد الشعر . التعيير , السبّ ...
 الغيرة الشديدة التي لم يكن سـببها الحب الصادق وانما رغبة في الامتلاك والسيطرة والتفرد بمصدر الوجاهة والمقام  وهو النبي ( ص )..
والا فحبّ الصادق الامين محمد بن عبد الله  صلوات الله عليه بما هو نبي من اقدس العبادات و شفاء لما في الصدور من احقاد وأنانية وذاتية ويقطع كل اسباب الفساد في النفس ولكن الغيرة التي سببها حب الذات واكبارها وليس اكبار المحبوب هي الداء العضال ..
في التاريخ شواهد كثيرة على ذلك ويمكن ان اورد بعض القصص اللطيفة شاهدة على ذلك في الحلقات القادمة ..
كل هذا وذاك وان نصّ التاريخ عليه ولكنه لا يزال يصب في الظا هرة الاجتماعية العادية من خلاف الضرائر
سواء قل ّ او كثر ولكن هناك امر آخر اكبر من ذلك واشنع وأدهى واكثر ايلاماً . .
  خلاف وصراع ومشكلة كبرى في بيت النبي ( ص ) من عظيم خطرها وسعة آثارها نزل بها الوحي الامين من  السماوات العلى وخلّدها في الذكر الحكيم لحاجة البشر اليها كسند الهي .. اذ كل تلك المشاكل السابقة ليست شذوذا كبيرا  وليست خروجا عن المألوف مئة بالمئة .. ولكن هناك وقائع اسرية في بيت النبي واحداث لها آثار محتدة ومستمرة .. لا يستغني ايّ مسلم عن معرفتها.. آيات تتلى فتكشف عن مشاكل وخلافات استوجبت نزول وحياً الهيا فيها..
 يقول الشهيد مطهري لو لم يكن هناك سند لصحة ما تدعيه الشيعة في مذهبها الا سورة التحريم لكفى ..
السورة صريحة و واضحة تكشف عن مجريات داخلية خاصة..  لا بد من معرفة مفرداتها وملابسته
وفي الاعداد التالية سوف اعرضها بشكل نقاط تتناسب مع بلاغة الآيات ان شاء الله ..

ليست هناك تعليقات: