الأحد، 27 يوليو 2014

الطيبون

قبل أكثر من خمسين عاما كانوا يمشون بأقدامهم على ظهر الكوكب ، كانت الحياة أبسط مما نتخيل ..ﻻتعقيدات..ﻻ حروب ..ﻻ أمراض نفسية معقدة .
من فم جدتي ألتقط الحكايا كطائر يحلم بالتحليق لهم ....
(السنداس ) دورة المياة بتعبيرنا الحداثي غرفة من الرمل يدفن كل فرد دليل انتمائه لمملكة الحيوان ، يقرع حامل ( ....) أبوابهم يوميا ليحمل مايحمل مقابل ماينقدونه من كم (طويلة ) ، يرددون مثﻻ يدلل على شظف العيش : شيل .....على الراس وﻻ مذلة الناس .
في أيامهم تكون الحياة مفرطة في الجدية منذ أن يبلغ الشاب التاسعة عشر يتم تزويجه من بنت عمه ذات التسعة أعوام ، زواج والسﻻم ﻻحب وﻻ مكاتيب وﻻفحص وﻻ رؤية شرعية وبعد الصبية لم تكتشف جسدها والصبي لم يجرب حرارة الرغبة ، وتمضي الحياة .
في أيامهم تجلس المرأة منذ الصبيحة لتطوق (الطشت ) بساقيها وتدعك في الثياب ﻻغسالة تعمل بشكل رقمي ، ثم يحتشدن النسوة في الضحوات لتبادل النمائم وأسرار أسرة الليل ويتضاحكن !
في أيامهم يدخل اﻷب بيته بهيبة لواء في الجيش، وبنظرات حادة ،انفراج أساريره وتقلصها تحدد مزاج البيت الطيني ، كلمته وقراراته مراسيم ملكية واجبة التنفيذ ، وتمضي الحياة .
في أيامهم ﻻمكيفات مركزية تدير درجة حرارة الغرفة بزر الريموت ، أقصى مايمكن فعله أن يرشوا ماء في الطرقات فيبعث الطين بشيء من نسائم سرعان مايبتلعها الصيف القائظ ، وتمضي الحياة .

هل يمكننا أن نعيش حياتهم ؟
وهل حياتهم كانت أجمل أم حياتنا ؟ 
لو تسألني سأجيبك بواقعية ....حياتنا اﻵن أجمل ...بﻻش رومانسيات زائفة !
الفكرة : 
أننا يجب أن نتخلص من كذبة أجدادنا أن أيامهم أحلى ....

ليست هناك تعليقات: