لله عز وجل في عباده سنن كونية لا تتغير ولا تتبدل, وقد أجراها الله على عباده لحكمة لا يدركها الناس ولا تصل إليها عقولهم, وأحدى هذه السنن هي الاختلاف والتباين بين المخلوقات والموجودات.
وقد تحدث الله تعالى في كثير من الآيات على حتمية الاختلاف, وأنه لو شاء لجعل الناس أمة واحدة, لكن مشيئة الله لم تجر في هذا الأمر منذ بداية خلق الإنسان والموجودات، وهو ما أفرز هذا التنوع الهائل في الألوان، والألسنة، والأشكال، والأحجام، وحتى طرف التفكير والمعتقدات.
وكون الاختلاف سنة كونية نافذة فينا، فهو مما لا ينبغي أن نحاربه لأنه لا مجال لتغيره وتبدله، وهو ما ينبغي أن نتعامل معه كمعطى ثابت لا يتغير، فالاختلاف لا يعني بالنتيجة الخلاف ولا ينبغي أن يؤدي إليه.
فالتعايش ممكن ومتاح بين أي فريقين يعيشان اختلافات فيما بينهما, بل هو ضرورة من ضروريات المجتمعات البشرية, حتى يتاح للإنسان أن يعمر الأرض ويستثمرها فيما يعود فيه نفعه ومعيشته.
لذلك, من واجبنا كأفراد ,أن نقف صفا واحدا في وجه كل من يحاول أن يشق عصا المجتمع ويمزقه إلى فرق متصارعة بدعوى اختلافها أو عدم اتفاقها, وأن نقف بالمرصاد لكل من يريد أن يشطر المجتمع لفرقتين أو أكثر تحت أي ذريعة كانت وأي سبب مطروح.
ونحن اليوم نرى بعين البصيرة, كيف أن الشبكات الاجتماعية قد أفرزت الكثير من الكلام (الغث والسمين) إلى الساحة العامة, وكشفت المستور عن صراعات كانت تدور في المجالس, فأصبحنا نلاك بألسن الناس لما نبديه من صراعات هي أشبه ما تكون بصراع الديكة (حيث الكل فيه خاسر ومهزوم!).
إذا, من واجبنا أن نوقف هذا الصراعات اليوم قبل غد, وأن يحترم كل فريق الطرف الأخر وما يراه صحيح, وأن لا نحاول أن نصطاد في الماء العكر في مواقف الفرقاء, فاختلاف التعاطي مع الموضوع يفرضه الاختلاف في التفكير والثقافة والرؤية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق