الهدوء يتسلل ببطئ نحو روحي المتهالكة، فأعانق محبرتي عناق اشتياق ومُفارق أيضاً.
إنه العشق بين أنامل السنين وأوراق عانسة ممتلئة بتجاعيد الانتظار..
وحده العشق يجعلني أختلس الفرص الضيقة لـ اللقاء مع ذاتي في دفاتر مغلقة..
يجعلني أصارع عيني الناعسة لتلبية رغباتي المنسكبة بالحبر الأسود وأصنع به لوحة تشكيلية تحكي حكايات المحراب الإلهي..
إنه الحِرمان .. ووجع الأمومه المُغتاله بأيدي اليأس والتشاؤم وقلة الاصطبار...
جميعهم كانوا سكاكين تُقطّع في العمر وزهوة الشباب..
حتى الدعاء كنت أنتظر مفعوله بعجل..
أدعوا في الصلاة لأني أُريد..
أبكي لأني أريد..
أتوسل لأنني أنتظر شيئا ما..
أنتظر هدية من الله "طفلاً" يروي ظمأ الفؤاد.
لكن ... مضت سبع سنوات عجاف .. فَرضَت علي الاستسلام للواقع والرضا بكل مايقدمه الله ويؤخره ويمنعه عنا ..
وهل سأبقى وحيدة؟؟؟
نعم وبكل رضا وسيكون الإمام موسى بن جعفر الكاظم عليه السلام قدوتي عندما وجد السجن والوحدة من أكبر النعم الإلهيه للتفرغ للعبادة.
فوجدتني أتنعم بما أعطاني الله من نعمة الفراغ وممارسة هواياتي من القراءة وجنون الكتابة.
وكم ندمت على سنوات كثيرة مضت وأنا لا أرى إلا الجزء المفقود من حياتي دون أن أنتبه أنه بإمكاني أن أنجز شيئاً عظيماً يخدمني ويخدم عائلتي ومجتمعي ...
وفجأة...
انقضت المُدّة التي أمهلني الله إياها للاختبار فوجدتُ حلم الأمومة ينمو في أحشائي..
عندها تذكرت سيد الشُهداء الإمام الحُسين عليه السلام عندما قال في دُعاء عرفة : "ماذا فقد من وجدك وماذا وجد من فقدك"
إن الله لا يجعل إنساناً ناقصاً في الحياة هو سبحانه يُرتب الأرزاق على ماتقتضية مصلحة الفرد.
لكن نحن أعداء لأنفسنا لا نرى في حياتنا إلا الغُرف المُظلمة متناسين أن الله أعطانا قصورا مضيئة بتيجان الأمل ومصابيح الإيمان المُشرقة من قلوب المؤمنين..
نحن الذين نغتال حياتنا وسعادتنا بأنفسنا عندما نُسيّر جميع قوانا العقلية والنفسية في اتجاه واحد فقط بحثاً عن الحلقة المفقودة التي سيُعطينا الله إياها وقت ما يشاء ...
وما أصعب الامتحان وما ألذّ الهدايا
وما أجمل العطاء بدون انتظار الجزية.
هذه الحكاية ... ليست النهاية
هناك محطات كثيرة في حياتنا بانتظار استخراج النور من عتمة الصدور..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق