الثلاثاء، 13 مايو 2014

لعلي عليه السلام.. دقةُ لبابه ..




كلُّهُ مسمعٌ ، وكُلِّي دَوِيُّ :
جمرةٌ مُهجَتيْ ، و روحُكَ رِيُّ

كنتُ أدنو ، كنتُ انتبذتُ أقاصيَّّ
لألقاكَ أيُّها العُلْوِيُّ

أيُّ تَلْويحَةٍ و أيُّ الْتِمَاعٍ
أيُّ تَصريحةٍ.. و أيُّ.. و أيُّ..

كان يكفي لكي أنغِّمَ أنفاسي
و يَهتزَّ صدري الحجريُّ

أنا في غُربَتيْ .. ونحنُ غريبانِ
و قد يؤنسُ الفمُ الأبَويُّ ..

أفقي سدَّهُ الظلامُ بكفيِّهِ
وقلبي في عتمةٍ منفيُّ ..

أعصِرُ الغَيبَ في الطَريقِ حُميَّاً
عثتُ فيها ولم يزلْ بي غيُّ

فإذا ما سكرتُ أرجو صُعُودَاً
للسَمَواتِ .. طَاحَ بِيْ الطَينِيُّ

أنا عنها زَلِقْتُ كُنْتُ جَحِيمَاً
أو هَبَاءً .. هَذا الهَبَاءُ الشَقِيُّ

ربما لستُ .. لستُ أدري فقلبي
- لا جناحيْ - عن المدى مطويُّ

ربما كنتُ من جحيمٍ ولكنْ
يطفأُ النارَ صوتُكَ النوريُّ

ها أنا جئتُ كالحقيقةِ ظلاً
ويدي طولها كلامٌ حييُّ

دقَّةٌ مِن يَدي لبابِكَ إنَّ
البَابَ للهِ بابُكَ العسجديُّ

- هاكَ كأسيْ وردَّهُ .. لكَ ما شئتَ
سيبقى هواكَ شيءٌ مُضيُّ

أنتَ هذا الوجودُ يملأُ جَنْبَيَّ
وعُذري بأنَّنِيْ مِنْكَ شَيُّ

كلُّ غُصْنٍ لم يَنفرعْ من مَعَانِيكَ
فإنِّي لهُ حَطُومٌ عَدِيُّ

كلُّ شَدوٍ شَدوتُهُ ، عنك ينداحُ
ويُعليهِ أنَّهُ عَلَوِيُّ

غيرَ أنِّي أجدبتُ فاهطلْ ربيعاً
فلقد ينفعُ الهوى السِحْريُّ

لبذورٍ سِيمتْ هواناً وخَسفاً
وشموسٍ في أفقها لا تُضيُّ

أوَ يُرضيكَ أن تجفُّ مُوسِيقَايَ ؟
وحبُّي موَلَّهٌ هاشميُّ ؟

خذْ بِرُوحٍ أتْلعتُها كلما الشَوقُ
سَقَاهُ من عزفهِ عُذريُّ

وامْتَحِنِّيْ ما لاحَ طَيفُكَ في الصَدْرِ
فإنِّي كما تَشَاءُ وَفَيُّ

وإذا ما اللظَىْ على الدَرْبِ يعدو
سوفَ أنسى اللظى .. فوجهُكَ فيُّ

ليست هناك تعليقات: