[القسم الأول]
أتمنى أن تأخذ ممارسات السيد علي السلمان الاجتماعية والسلوكية وتأثيرها على الواقع الاجتماعي حقها الموضوعي وتأثير نفوذه علي المسار الديني العام للأحسائيين من خلال أمرين هامين، الأول : وجوده لأكثر من (٣٠) عاما على هرم الحوزة العلمية بالأحساء... الثاني: وجوده لأكثر من (٤٠) عاما كإمام جماعة في المسجد «الرسمي الوحيد» للشيعة في العاصمة الاقتصادية «للمجتمع الأحسائي بمدينة الدمام» ..... وأسأل الله أن تكون لي مداخلة لاحقة، مع شكري الحار للأستاذ أحمد لهذا الطرح وأهميته.
[القسم الثاني]
إلحاقا لمداخلتي السابقة، أقول: لا شك بأن شخصية تبوأت هرم الحوزة العلمية «الوحيدة» في الأحساء لمدة تزيد على ٣٠ عاما ستمتلك قرارا لا يملك غيرها، وستمتلك نفوذا لا يملكه غيرها، كما أن شخصية تصدرت الهرم الاجتماعي في العاصمة الاقتصادية للأحسائيين بالدمام والظهران والثقبة والخبر بحكم المسجد الوحيد للشيعة بتك الحاضرة واستقرار الرجل فيها منذ أكثر من ٤٥عاما «كوكيل شرعي»، ستضعف أمامها كل القدرات الفردية الأخرى، مع أن ذلك ليس محل تقليل من مقام الرجل، ولا تقليلا من تاريخه وتأثيره الذي لا يمكن التنكر له، مع الإقرار بوجود تحفظ على تصرفاته ومواقفه العامة وآرائه في الخمس سنوات الأخيرة بشكل لا مواربة فيه..!
ولكننا بحاجة للنظر من زاوية أخرى وهي : حجم الأمل وحجم ما يرجوه المجتمع ممن يملك تلك الإمكانية ومراجعة ما قدمه على المستوى الوطني والاجتماعي، فهل هناك تناسب بينهما ؟
ولعل الملفت في الأمر، أننا لو نظرنا لشخصية السيد علي السلمان سيغلب على المشهد تأثيره «الوطني» أكثر من تأثيره العلمي علما أن مواقفه التي تتعلق بالأمور الوطنية ليست محل إجماع، بملاحظة قولته المشهورة في سياق مناقشته لبعض الأمور من قبل بعض طلبة العلم على منهجه في بعض الشأن العام : ….. منذ (٤٠) عاما أنا لا أستشير ولا أشاور أحدا….
كما أنه لم يعد خافيا أن للرجل مواقفا كسرت حواجز سميكة وكبيرة على المستوى الوطني، تعتبر منعطفا في ثقافة المجتمع ولا ينكر ذلك عاقل، فما هو الميزان لتقييم هذه المواقف بعيدا عن نفوذه الاجتماعي وبعيدا عن محذورات مناقشتها..؟
ليس أمامنا هنا إلّا العودة لمناقشة أمور لا تأخذنا إلى غير المحذور، ولعل أهمها منهجه العام في القضايا العامة «أنا لا أستشير ولا أشاور أحد» ..!
إننا في زمن أحوج ما نكون فيه لأن تكون القرارات الكبرى نابعة وصادرة بخلاف هذا المنهج ممن يفترض به أن يمثل المجتمع بإرادة غير محصورة بأي ضغوط سياسية أو أمنية أو اقتصادية ولا هيمنة اجتماعية، لأن خلاف هذا الأمر سيعود بالمجتمع إلى الوراء أو الجمود وتكريس حالة من الاستبداد بالرأي التي لا يقبلها فرد واعي ولا يأملها من يأمل ويعمل على تهيئة مجتمعه لمستقبل مجتمع مدني تمتلك قراراته مؤسسات المجتمع المدني، وهذا يفرض علينا السؤال المنطقي:
ما هو دور من يملك هذا النفوذ في مستقبلنا ورؤيتنا بعيدا عن الهيمنة الفردية وبعيدا عن الاجتهادات الشخصية التي لا يمكن أن يمنحها العقلاء ثقتهم العمياء لغير المعصومين..؟
إن هذا المنهج لا يؤدي إلى نتائج سلبية فحسب، بل سيكرّس حالة مرضية، وستكون نواة لاختلافات مستقبلية قادمة، وها نحن نرى بعض شررها في أكثر من مجتمع أحسائي بسبب هذا المنهج الذي لا يقبل به منصف.
السيد أحمد النمر الصائغ
——————————
موضوع «رسالة إنسانية إلى السيد علي الناصر» منشور بصفحة الأستاذ أحمد العبدالنبي بالفيسبوك
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق