يطل علينا هذا العصر.. وهو عصر التحدي وعصر الفتن وعصر الاستبداد.. برؤية أتصور أنها متقاربة مع التاريخ القديم للأمة الإسلامية.. وان اختلفت الأشخاص واختلف الزمن..
ونحن ننظر إلى هذا العصر بشيء من الحسرة.. والألم.. لما نراه ونشاهده بين المسلمين من قتل وسفك دماء وتكفير وسب وشتم وتهجير.. وإبادة... الخ.. وكأنما التاريخ أراد أن يعيد نفسه - كما يقال - وهذا أمر نحسه بكل جوارحنا وآلامنا وقلوبنا.. وهو يبعث على الأسى والحسرة.. واللوعة..
وأنا هنا لا أنكر.. دور العلماء والمهتمين في جمع شتات هذه الأمة.. ولكن أيضا لا ننسى أن هناك فئة ليست بالقليلة تسعى إلى الهدم بكل ما أوتيت من قوة.. ولهذا نجد المرض قد استشرى بين المسلمين.. لا يكاد يمر يوم حتى نسمع عن قتل وتجويع ومجازر وهدم مساجد وغير ذلك مما يجعلنا نتجرع المرارة ونكابد الهم.. وقد يأتي فرد ليقول.. أنه ليس بأيدينا شيء؟ وأنا أقول أن هذا الحديث ليس دقيقا في المعنى.. فكل فرد لديه القدرة أن يفعل شيئا بما يراه ناجعا ومفيدا.. فلو تمكنا من فعل هذا لأصبح المجتمع وحدة كبيرة ضد أي فكرة أو رأي من شأنه أن يمزق وحدة المسلمين..
الاجتماع والمؤازرة «ولو بأضعف الإيمان» هي سمة هامة جدا في دحر أوكار المتزلفين بالدين والرافعين شعارات كاذبة هدفهم التمويه على السذج وبسطاء العقول ولا أستطيع أن أقول انهم فشلوا في ذلك.. بل نجحوا بشكل جيدا وتمكنوا من زرع أفكارهم المسمومة والهدامة في عقول السذج والبسطاء لكي يحققوا رغباتهم المشبوهة ومصالحهم الممقوتة..
فكل إنسان في مجتمعه وبين أصدقائه مسؤول مسؤولية تامة.. وكل عالم أو مثقف أو واع لديه القدرة في التأثير مسؤول أمام الله في توعية الناس عن هذه المزالق الخطرة والأفكار الجامدة التي من شأنها أن تمزق وحدة الصف وتجعلنا نتقاتل ونبتعد عن النهج القويم الذي رسمه لنا رسول الله .
فالوعي مطلوب في مثل هذه الأيام.. وعدم الانجرار إلى بعض الأفكار التاريخية التي تحاول أن تغرس في نفوسنا حقدا دفينا وكراهية على البعض الآخر... فكل فرد له مبادئه الخاصة.. وهذا لايعني أننا نتخلى عنها ولكن نحاول أن نبني جسورا من الثقة والتواصل فيما بيننا.. ولغة الحوار هي من مفاهيم الإسلام.. فلماذا نبتعد عنها ونتجنبها ونتبع نزعاتنا النفسية التي تحاول أن تقصي الطرف الآخر بالقوة وبالإكراه وبشتى وسائل الاستبداد والمبرر في ذلك هو أننا نختلف عنهم في الرأي؟؟!!!!
يجب أن نعي أننا الآن في عصر العلم والثقافة والانفتاح.. والحرية.. فللعقل حق عليك وهو أن تتبين الأفكار قبل أن تأخذ بها.. وتعرف الأطراف قبل أن تحكم عليهم وهذا أمر في غاية السهولة.. لما نراه من تطور في وسائل الاتصال بشتى فروعه..
ومن خلال ما نراه في مجتمعاتنا المعاصرة.. من تخليد لبعض المواقف أو لبعض الأمور التي لها شأن في التاريخ..
المهم.. وأنا هنا ومن هذا الموقع الجميل.. أدعو الأمة الإسلامية إلى تحديد يوم في السنة يطلق عليه يوم «المؤاخاة» تيمنا بما عمله الرسول الأعظم وهو قدوتنا جميعا.. وهذا اليوم في عصرنا يعتبر مؤاخاة بين السنة والشيعة وبقية المذاهب الإسلامية.. فيجب أن تشكل لجنة تتكون من شريحة من الدول الإسلامية لدراسة هذه الفكرة وتبنيها.. وأتصور أنها لو طبقت سوف يكون لها صدى واسع في الأمة الإسلامية بل وسوف يكون مردودها إيجابيا على الجميع وسوف تندحر الفئة الضالة التي تحاول غرس بذرة الشقاق والفتنة بين الأمة وسوف لاتجد لها معين ولا نصير ينصرها..
وأقترح أيضا.. أن يكون هذا اليوم يوما موحدا بين الدول.. وتعمل له النشرات التي تدعو للمؤاخاة والوحدة ويعطى زخم إعلامي كبير جدا في الأمة.. وتعمل الحفلات.. وتقام الأفراح.. ويتم التزاور فيما بين الطوائف والمذاهب التي تسكن في مكان واحد.. وبهذه الطريقة نحقق إنجازا لأمتنا الإسلامية بل ونقطع الطريق على من يحاول أن ينخر جسد هذه الأمة..ويسبب لها الكوارث.
فينبغي أن يتبنى هذا الأمر جهة معينة لها مكانتها الإسلامية ولها ثقلها في المنطقة مثل / المملكة العربية السعودية.. أو جمهورية مصر العربية.. او غيرها..
وأن يحدد يوم معين.. يكون له صدى في الأمة الإسلامية وأن يتحدث عنه الإعلام بشكل عام من صحف ومجلات وقنوات فضائية وغير ذلك ويوضع له برنامج معين..
وثقوا أن هذه الخطوة سوف تكون صفعة قوية للأعداء أو من يتربصون بنا الدوائر.. بل وسوف نكون أكثر ثقة ممن يحاول تعكير صفوفنا أو زرع بذرة الشقاق وتفريق الأمة إلى صفوف أو أحزاب وطوائف من شأنها أن تعيق حركة تقدم هذه الأمة بل ويبتعد بعضنا عن بعض بسبب أمور تافهة.. بل قد تكون تحريضية.. فلنشبع الشارع العربي ونعبئه بما يقرب المسلمين.. ونحاول أن نبتعد عن تعبئة الشارع العربي بالنشرات والكتب وغير ذلك من وسائل الأعلام المملوءة بالحقد والكراهية والفرقة.. ولهذا فاليوم «وهو يوم المؤاخاة» الذي اقترحه سوف يسد أبواب كثيرة على من يريد أن يثير هذه الأحقاد ويزرعها في المجتمع بل سوف يقوي أواصر المحبة فيما بين المسلمين..
اسأل الله العلي القدير أن يحفظ امتنا من الشتات.. وأن يعينهم على الأخذ بالمنهج الصحيح الذي رسمه لنا الإسلام.. وتحياتي لكم جميعا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق