سؤال قد يتبادر إلى الذهن.. ما هو المطلوب من الكاتب في كتاباته؟؟؟
- هل مطلوب أن يكون هدفه إرضاء الناس؟؟
- هل مطلوب منه أن يرضي العلماء في كتاباته؟؟
- هل مطلوب منه أن يرضي أصحاب النفوذ في المجتمع؟؟
- هل مطلوب منه أن يسعى لتحقيق مصالحه وبالتالي يرضي من يحقق مصالحه؟؟
- هل المطلوب أن يرضي قلمه وما يملكه من حرية ووسيلة للتعبير عن آلام المجتمع وهمومه.
اسأله كثيرة.. تحوم وتجول في أذهاننا عن رسالة الكاتب في هذه الحياة.. وما يمثله من وسيلة للتعبير عن الرأي الذي يراه صحيحا.
وفي جميع الأحوال يقع الكاتب تحت ضغوط اجتماعية كبيرة أيا كانت كتاباته..فان قام بمحاولة إرضاء الناس في كتاباته.. غضب عليه الآخرون من شرائح المجتمع واتهموه.. بأنه صاحب قلم ذو مصالح نفعية.. وان حاول إرضاء العلماء بقلمه.. قام عليه البعض متهما إياه بالنفاق.. وان حاول إرضاء أصحاب النفوذ أيضا لا ينجو من الاتهام.... حتى وان حاول إرضاء عقله وضميره ووجدانه فان الاتهام لا ينفك عنه؟؟!!!
فأينما يذهب الكاتب فهو متهم بجميع الطرق.. والوسائل.. فتارة يتهموه بالتهجم على العلماء.. وأخرى بالنفاق.. وأخرى بالردة.. وأخرى بالمماطلة والعمالة..
ما هي مهمة الكاتب:
مهمته تصوير الواقع ومحاولة وضع النقاط على الحروف.. ووضع آلية للانتقاد البناء.. وهذا الانتقاد يولد وسيلة من وسائل الضغط على أصحاب النفوذ أيا كانوا.. ومن الطبيعي جدا أن طبيعة البشر لا تقبل الانتقاد حتى وان كان موضوعيا.. وخصوصا انتقاد أصحاب المراكز الدينية والاجتماعية.. فهذا الأمر يعد كارثة على الكاتب بأن يتعرض لهؤلاء بالنقد ولهذا يلاقي سهام كثيرة من المجتمع تنعته بأنه متحامل.. وانه كذا.. الخ
فيجب على الكاتب أن يكتب بضميره وبعقله بعيد كل البعد عن أصحاب المطامع النفسية أو الاجتماعية أو الدينية.. وهذا الأمر يشخصه الكاتب نفسه.. أي متى يكتب؟ وفي أي وقت ينتقد؟ وما هو الانتقاد؟ كل هذه الأمور يشخصها الكاتب.
إلى الآن معظم المجتمعات لم تتعود على طبيعة النقد الهادف ولهذا فهي ترى أن أي قلم أو كلام موجه لأي عالم أو شيخ أو مسئول فهو تعدي سافر وتهجم كبير لا يمكن غفرانه؟؟؟؟ّ!!!! وكأنما هؤلاء الناس وضعوا حصانة كبيرة على هؤلاء بحيث كتبوا يافطة ( ممنوع الاقتراب والانتقاد) وهذا مؤشر على وجود خلل عند البعض وتقصير وعدم مواكبة التطور الاجتماعي من تقبل الانتقاد برحابة صدر..
لقد كتبت مقال في الأيام الماضية عن أحداث المدينة.. وكانت سطوره واضحة المعالم وهي تساؤلات عن دور أصحاب المراكز الاجتماعية في هذه القضية وكان انتقاد مباشر بصورة موضوعية أي ليس به تجريح أو تشهير أو قذف.. وكان القصد منه تحفيز المؤسسات الاجتماعية للنهوض بدورها ومحاولة مواكبة هذه الأحداث.. لكي يتحقق الهدف المنشود.
ولكن ما حصل أن البعض ممن يملك رؤى ضيقة جدا اخذ يفسر ويتعاطى مع الموضوع بصورة سلبية وانه هجوم على العلماء والمسئولين..وانه وانه؟؟؟
ويجب أن لا يقال هذا الكلام... الخ..
وهذا التعاطي مع الموقف والكلمة يبعث الخذلان مع الأسف الشديد في أوساطنا الثقافية.. فهؤلاء الذين يملكون رؤيا ضيقة.. أو لا يتمكنون من مقاومة الضغوط التي تنهال عليهم مضطرون للوقوف مع التيار برمته..
ولكن العقلاء وأصحاب الرؤيا البعيدة والثاقبة لا ينظرون للمصالح والعلاقات بقدر ما ينظرون إلى الواقع الأليم والتعبير الذي يخدم القضية ومحاولة محاصرة المسئول أيا كان من اجل القيام بدوره.. وهذا ما فعلناه وفعله الكثير من أصحاب الأقلام.. لان بعض المسئولين والذين لا يقومون بدورهم لا يريدون من أحدا الإشارة إليهم لا من قريب ولا من بعيد ولهذا يستاءون من أي انتقاد بل ويؤلبون بعض الناس ممن لا يحسنون قراءة الواقع كاستغلال لشحنهم ضد هؤلاء الكتاب..
وأي قلم حر.. عليه مسؤولية كبيرة جدا.. ولا يتوقع أن يكون الطريق ممهد له بالورود.. بل هو شائك جدا.. ونادر ما نشاهد صاحب قلم سلم من السنة المجتمع.. والاتهامات الكثيرة التي وضعت على طاولة كبيرة وتوزع بالمجان على أصحاب الأقلام.. موجودة.. وبشكل دائب.
فطبيعة صاحب القلم الحر أن يصطدم بالكثير من العقبات والكثير من الانتقادات اللاذعة لأنه يقف ضد التيار وضد رغبات المجتمع النفسية والتي تطفح بالكثير من المبالغات والصمت وتغطية الحقائق.. فمن أراد أن يكشف ما هو مستور من اجل تنبيه الناس عليه وبالتالي إصلاحه.. فكان الله بعونه لأنه سيلاقي بحر كبير متلاطم الأمواج من السهام المصوبة اتجاه..
فأتمنى أن يكون التعاطي مع الحدث والواقع ومع أصحاب الأقلام على أنها أقلام حرة لها رؤيتها الشخصية ولها انطباعها الخاص.. فالتعامل يجب أن يكون بموضوعية وبعيد كل البعد عن التشنج.. والانفعالية...وثقوا أعزائي أن أصحاب الأقلام الحرة لا تبالي بنعيق الأصوات.. وجعجعة الخيول لأنها تنبثق من رؤية واضعة المعالم.. هي بالطبع ليست تدعي العصمة ولكنها مجتهدة هدفها إذكاء شعلة الحرية في الأوساط الاجتماعية ومحاولة علاج بعض الأمور بطريقة أو بأخرى..
أتمنى أن نعي ذلك جميعا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق