يقول الله عز وجل في كتابه الكريم، بسم الله الرحمن الرحيم: ﴿فاذا جاء امر الله قضي بالحق وخسر هنالك المبطلون﴾«غافر، 78». صدق الله العلي العظيم. الآية المباركة واردة في سياق النظرة القرآنية الي مجمل هذا الوجود التي يراد بناء النظام الإسلامي عليها.
نظرتي الوجود:
- نظرة ترتكز على الظواهر المادية للاشياء القاصرة عن إدراك حقائق الأشياء. ونتيجة هذه النظرة المقايسة بين الأشياء من جهة الحجم تارة، ومن جهة الفائدة الدنيوية تارة أخرى، ومن جهة الفائدة الاجتماعية أو الفردية من جهة ثالثة. وهذه النظرة المادية التي أراد القران الكريم أن يبين خطأها.
- نظرة تنفذ الي باطن الأشياء ولا تقتصر على ظاهرها. نظرة ترتكز على التعامل مع الحقائق في الأشياء ببيان جهة ارتباط هذه الأشياء للخالق والصانع والموجد.
الآية الكريمة واردة ببيان النظرة الثانية. وهي أن هناك حقا وباطلا، وهناك خسرانا وفلاحا، وان هناك خاسر ومفلح، وان هناك دنيا وآخرة. ولكن حتى تتضح هذه النظرة بعض الاتضاح لا بد أن نقف مع مفردات هذه الآية بمقدار ما يتسع من الوقت لبيان هذه النظرة.
الآية تقول: ﴿فاذا جاء امر الله قضي بالحق وخسر هنالك المبطلون﴾«غافر، 78». وسنبدأ في بيان هذه الآية بمفردتي الحق والإبطال والمبطل في هذه الآية. الحق: هو عبارة عن الثابت اوالثبات لأنه يستعمل تارة بمعنى المصدر، وتارة بمعنى اسم الفاصل أي بنحو الصفة المشبهة. يقال الحق ضد الباطل ويقال هذا حق.
الحق في الأشياء هو جهة ثباتها. كل شئ ثابت فهو حق من جهة ثباته. ومراتب الحق تتفاوت فهناك ثابت لمدة دقيقة، ويكون باطل بعد هذه الدقيقة. وهناك حق من جهة فائدته، وباطل من جهة مضرته وهناك حق من جهة وجوده، وباطل من جهة النهي عنه. كما يطلق عليه السنة المتشرعة بالأباطيل والأكاذيب والمحرمات. كل هذه أباطيل مع إنها أمور موجودة، إلا أن الشارع نهي عنها.
نهي عن الكذب، نهي عن شرب الخمر، نهي عن السحت، نهي عن الغيبة، نهي عن النميمة وغير ذلك من المحرمات. هذه الأمور من جهة وجودها في العالم الخارجي هي حق، لكن من جهة نهي الله عنها تكون باطلا.
فمراتب الحق تتفاوت والمبطل هو أهل الباطل، والباطل في مقابل الحق. كل شئ لا ثبات له عند الفحص عنه فهو باطل. القران الكريم أكد في مواضع كثيرة يُتَعِب الإنسان أن يفحص عنها في القران الكريم، أكد على أن وراء الدنيا آخرة. ومع الحياة موت ومع العز ذل ومع الغنى فقر وان الأيام دول. هذه حقائق بينها القران الكريم بنسب متعددة وعناوين مختلفة وفي مناسبات شتى. كل شئ يتلوه شئ آخر فانه باطل إذا جاء الذي يتلوه. بمعنى أن تلو شئ لشئ يستلزم ارتفاع المتلو ومجيئ التالي. إذا كان وراء الدنيا آخرة ﴿فاذا جاء امر الله﴾ أصبحت الدنيا حقا أو باطلا؟
الجواب: باطل. لأنها تنتفي لا بقاء للدنيا مع مجيئ الآخرة. ولا حقيقة للغنى مع تحقق الفقر ولا شأن للعز مع وجود الذل. هذه كلها ينكشف أنها أمور باطلة وكان الإنسان يحسب أنها أمور ذات حقيقة. القران الكريم يؤكد أن الدنيا ﴿اذا جاء امر الله﴾ ليست الا لعبا ولهوا. وان الاخرة هي الحيوان ﴿وما هذه الحياة الدنيا الا لهو ولعب وان الدار الاخرة لهي الحيوان لو كانوا يعلمون﴾«العنكبوت، 64». الحيوان في الآية الكريمة بمعنى الحياة. الاخرة حقيقتها الحياة وهي حقيقة الحياة، أما الدنيا فإنها باطل.
الآية الكريمة تنظر الي:
أن الآخرة إذا تحققت وظهرت للعيان ﴿وبرزت الجحيم للغاوين﴾: «الشعراء، 91». فبين ﴿هنالك الولاية لله الحق﴾«الكهف، 44». لا يوجد ملك غير ملك الله: ﴿لمن الملك اليوم لله الواحد القهار﴾«غافر، 16». لا يوجد امر ولا نهي ولا نطق ولا كلام ﴿الا من اذن له الرحمن وقال صوابا﴾ «النباء، 38». بمعنى أن الاخرة من خصائصها أن الأمر فيها هو امر الله وانه لا يمكن أن تملك نفس لنفسها شئ من نفع أو ضر فضلا عن غيرها. لذلك الله عز وجل يقول: ﴿والله يقضي بالحق والذين يدعون من دونه لا يقضون بشيء إن الله هو السميع البصير﴾«غافر، 20». الله يقضى وقضاءه بالحق. وكل ما يدعى في مقابل الله لا حكم له ولا قضاء له ولا امر له ولا ولاية له ﴿هنالك الولاية لله الحق﴾«الكهف، 44». وإذا كانت الولاية لله الحق سبحانه وتعالى ﴿هو خير ثوابا وخير عقبا﴾ «الكهف، 44».
يترتب على أن الولاية لله الحق سبحانه. أن يكون كل من اتبع رضوان الله سبحانه مهديا فائزا مفلحا. لذلك الآية تقول:﴿قضي بالحق﴾ ولم تقل يقضى بالباطل. قالت خسر هنالك المبطلون، ولم تقل الباطل خاسر لان الباطل هو الزوال. الباطل لا حقيقة له حتى يكون مفلحا أو خاسرا. الخاسر هو من اتبع الباطل. والذي يتبع الباطل يتبع سرابا حتى اذا جاءه لم يجده شيئا، هذا حقيقة الباطل: ﴿خسر هنالك المبطلون﴾«غافر 78». البطلان في الآية ما معناها؟ قلنا أن البطلان في مقابل الحق وهو ذو مصاديق كثيرة. مصاديق الباطل كثيرة المتبع للمحرمات مبطل، المتعلق بالدنيا مبطل بمقدار تعلقه بالدنيا، المعاجز لله مبطل، المتمرد على الشرع مبطل، المغتر بالغرور مبطل، مصاديق الإبطال كثيرة. الله عز وجل يقول: ﴿وخسر هنالك المبطلون﴾«غافر، 78». الخسران وهو المفردة الثالثة في الآية المباركة في مقابل الفلاح.
القران الكريم يذكر فريقين يذكر الخاسرين:﴿اولئك هم الخاسرون﴾«الزمر، 63».وهذه الآية تحددهم بأهل الباطل والمبطلين. ويذكر المفلحين والآية تحددهم: ﴿الا ان حزب الله هم المفلحون﴾«المجادلة، 22». ﴿قد افلح المؤمنون﴾ «المؤمنون، 1».﴿قد افلح من زكاها﴾ «الشمس، 9». ﴿قد افلح من تزكى وذكر اسم ربه فصلى﴾«الاعلى، 14-15». كل هؤلاء قسم الفائزين الظافرين المفلحين، وفي مقابلهم: ﴿ان الخاسرين الذين خسروا انفسهم واهليهم يوم القيامة﴾«الزمر، 15».﴿اولئك هم الخاسرون﴾. ﴿اولئك هم الكافرن﴾.
الفاسد الذي يتبع الباطل يخسر نفسه ويخسر اهليه. ولعل سائلا يسأل: خسران النفس عرفناه. واما خسران الاهل فما معناه؟ اذا كان الوالد او الام مؤثرا على ابناءه فكان سببا في فسادهم وسببا في غوايتهم فقد دخلوا معه في حيز الباطل. هو لم يخسر اهله، هم خسروا جميع من حولهم، ولكنهم مع بعضهم. فما معنى ان الاية تقول: ﴿خسروا انفسهم واهليهم﴾والواقع الباطل لا يجمع، الباطل يفرق.﴿فاذا نفخ في الصور فلا انساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون﴾«المؤمنون، 101». ﴿يوم يفر المرء من أخيه وأمه وأبيه وصاحبته وبنيه﴾. «عبس،34-36». لا يعرف الوالد ولده، ولا الوالد والده.نعم التقوى تحفظ علاقة الابوة:﴿الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو الا المتقين﴾ «الزخرف، 67». الاب المتقي يعرف ولده المتقي وينكر ولده الغير متقي. فبالتقوى تحفظ الأنساب وبالتقوى يتعارف الناس يوم القيامة. الاية تقول: ﴿وخسر هنالك المبطلون﴾ «غافر، 78».
من مصاديق الإبطال هو التعلق بالدنيا والانصراف عن أسباب الاخرة: ﴿قد افلح من تزكى وذكر اسم ربه فصلى﴾«الاعلى، 14-15»
عناصر الفلاح في الآية الكريمة:
- العنصر الأول:
التزكية والمراد بها مراقبة النفس والسعي في تطهيرها من الرذيلة ومن الصفات المذمومة كالكذب، والبخل، والشح، والحسد للناس، والاشتغال بمعايب الناس، والاشتغال عن معايب النفس. هذه الصفات وغيرها كثيرة يجب على الإنسان ان يحرص على تطهير نفسه منها. وتقديم الاية التزكية على كل الأمور المذكورة فيما بعد هو لأهمية هذا الأمر عند الشارع المقدس. التزكية أهم من مقدار العبادة، أهم من مقدار الصلاة، والصيام، وأيام الاعتكاف، ومقدار أموال الصدقة، ومقدار الحقوق. الله عز وجل يقول: ﴿انما يتقبل الله من المتقين﴾«المائدة، 27». المتقي هو الذي يقبل الله منه عمله مهما قل، ولا يقل عمل مع التقوى وكيف يقل ما يتقبل. اما العمل بدون تقوى فان الله تعالى يقول فيه وفي أمثاله: ﴿وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا﴾«الفرقان، 23». مثل هذا العمل هو الذي يقول الله في صاحبه:﴿عاملة ناصبة﴾«الغاشية، 3». تعمل وتشقى لان عملها لا نتيجة فيه ولا فائدة منه. فبالتقوى وبالتزكية ينتفع الإنسان.
اذا الذي لم يزكي نفسه يكون حاله حال العامل الناصب، يكون حاله حال الصائم الذي ليس له من صومه الا الجوع والعطش، يكون حاله حال القارئ للقران والقران يلعنه، يكون حاله حال مضمون قول أمير المؤمنين
فيه وفي أمثاله: وليس أحقر من مشقة لا فائدة منها. اذا: ﴿قد افلح من تزكى﴾ «الاعلى، 14» والتزكية عنصر هام للحصول على الفلاح والظفر

- العنصر الثاني:
﴿وذكر اسم ربه فصلى﴾ «الاعلى، -15» ذكر اسم الله سبحانه وتعالى ورد في الأحاديث انه ليس: سبحان الله والحمد لله ولا اله الا الله والله اكبر. وان كان هذا ذكرا لله تعالى، ولكن ذكر الله الحق. هو ان يذكر الله عند المحارم، ان يذكر الله عند الواجبات. ان لا يراك الله حيث نهاك، ولا يفقدك حيث أمرك. هذا هو ذكر الله سبحانه وتعالى، الذكر الحقيقي له ان يكون الله سبحانه حاضرا في قلب الإنسان بحيث يكون امر الإنسان لجوارحه صابرا عن رضا الله سبحانه.
ان يكون الإنسان طالبا في أفعاله وأقواله لرضوان الله سبحانه وتعالى. وكل من يتبع رضوان الله يأتيه الله تعالى دار السلام. اما الذي يخرج عن رضوان الله سبحانه فانه يكون في الدار التي تقابل دار السلام. تلك دار الشقاء، حيث تشهد اليد على صاحبها بالسرقة، والعين على صاحبها بالخيانة، والأذن على صاحبها باستماع الغيبة وغير ذلك. وهذه الدار هي عبارة عن دار التعارض بين الإنسان وجوارحه، قالوا لجوارحهم ﴿لم شهدتم علينا﴾«فصلت، 21». وهي الدار التي يقول الرسول
فيها: ﴿أعدى عدوك نفسك التي بين جنبيك﴾. انما يتغلب الإنسان على نفسه بالتقوى.

- العنصر الثالث:
العبادة، والصلاة في الاية المباركة هي مثال للعبادة، وهي عنصر الفلاح.﴿ذكر اسم ربه فصلى﴾ ذكر اسم الله سبحانه وتعالى بمعنى انه مع كونه الله سبحانه وتعالى. والكون مع الله يستتبع دائما عبادة الله عز وجل.اذا عبد الله تعالى فقد افلح وظفر بما يريد. والفلاح بالنسبة الي هذا الإنسان ان يحصل على البقاء بلا فناء، وعلى الغنى بلا فقر، وعلى العز بلا ذل، وعلى العلم بلا جهل. وتلك الأمور كلها هي كمالات الإنسان وهي الغاية التي يسعى الإنسان بجد ليحصل عليها. هذه العناصر الثلاثة التزكية، ذكر اسم الله تعالى، الصلاة وهي مثال العبادة هي عناصر الفلاح.
,
فلنأتي لنطبق ذلك على أيامنا هذه، أيام شهر رمضان المبارك. لعل البعض يتوهم ان الميزان في الخسارة والربح، في الفلاح والظفر وما يقابلهما في الزيادة والنقص. يقول أمير المؤمنين
: ﴿فكم منقوص رابح وكم مزيد خاسر﴾ الإنسان الذي يترك الطعام والشراب عند الملحدين خاسر شقي، لأنه يُعنى نفسه فيما لا فائدة منه. ولكن هذا الأمر أي الصيام عند المؤمن عين الفلاح. «وكم منقوص رابح» صحيح انه قد نقص طعامه وشرابه صحيح انه امسك عن الطعام والشراب والملذات مقدار من الزمان، مقدارا معتدا به، مقدارا متعبا. لكن هذا عين الظفر والفلاح اذا من ذوي الألباب، إذا كان من ذوي الأبصار.

أمير المؤمنين
في هذه الكلمة الغراء يريد ان يردعنا عن متابعة الظاهر في تقييم الأشياء. ليس الميزان ان نلاحظ المقدار بحيث نقول ان هذا ناقص، وهذا زائد. فنلاحظ الجهات الحقيقية في الأشياء أي العواقب. المنقوص الذي تكون عاقبته البقاء خير من الزيادة التي عاقبتها العناء. أمير المؤمنين
يقول لو كانت الدنيا ذهبة، وكانت الاخرة من فضة او لعل العبارة اذا كانت الاخرة من حطب لكانت الاخرة أولى بان تطلب من الدنيا. لم؟


لان الدنيا ذهب زائل، والآخرة حطب باقي. فما بالك اذا كانت الاخرة ذهبا، والدنيا لا قيمة لها ليست حطبا أصلا! ليست ذهبا ولا فضة ولا حطبا. لم ؟ لان الحطب الباقي خير للإنسان من الذهب الزائل. الذهب الزائل تنتفع به مدة ويذهب ويورث. وذلك اضطراب أحوال الإنسان. واما الحطب باقيا فان منفعته باقية وهو خير من الذهب. فما بالنا اذا كانت الاخرة هي الذهب والدنيا لا قيمة لها. اذا: «كم مزيد خاسر وكم منقوص رابح» الاية الكريمة تقول: ﴿فاذا جاء امر الله قضي بالحق وخسر هنالك المبطلون﴾«غافر، 78».
حقيقة الميزان التي أشار اليها القران الكريم:
القران يذكر موازين: ﴿ونضع الموازين القسط ليوم القيامة﴾«الانبياء، 47». هناك موازين. ويذكر صنفين من الناس لهذه الموازين:
- من ثقلت موازينه.
- من خفت موازينه.
- من خفت موازينه.
﴿فأما من ثقلت موازينه فهو في عيشة راضية واما من خفت موازينه فأمه هاوية﴾ «القارعة، 6-9». من الذي تخف موازينه؟ لا شك انهم اهل الباطل. وليس هذا مقام سرد الايات التي تدل على ذلك.
السؤال: عن التعبير بأولئك بأنهم خفت موازينهم، لم يقل الله عز وجل ان هؤلاء لإعمالهم وزن. لا ليس لإعمالهم وزن، هؤلاء في الواقع ليس لهم موازين،هؤلاء موازينهم خفيفة. الميزان الخفيف هو الميزان الذي لم توضع فيه الأثقال. الله عز وجل يقول:﴿ونضع الموازين القسط﴾«الانبياء، 47». ولم: يقل نضع الموازين الباطل. الموازين هي الحق: ﴿والوزن يومئذ الحق﴾«الاعراف، 8».
السؤال: عن التعبير بأولئك بأنهم خفت موازينهم، لم يقل الله عز وجل ان هؤلاء لإعمالهم وزن. لا ليس لإعمالهم وزن، هؤلاء في الواقع ليس لهم موازين،هؤلاء موازينهم خفيفة. الميزان الخفيف هو الميزان الذي لم توضع فيه الأثقال. الله عز وجل يقول:﴿ونضع الموازين القسط﴾«الانبياء، 47». ولم: يقل نضع الموازين الباطل. الموازين هي الحق: ﴿والوزن يومئذ الحق﴾«الاعراف، 8».
بناء على هذا الأمر اذا سألنا أنفسنا عن كثير من أعمالنا كمشاهدتنا لكثير من البرامج في التلفاز، وككثير من جلساتنا التي لا فائدة فيها، وكثير من أحاديثنا التي لا علم فيها. كثير من مواقفنا التي لا تكون مبنية على الحق. لا اذكر المعصية، ولا اللهو والباطل , ولا اللهو المحرم، أعني هنا اللهو الجائز. جاء رجل أي الإمام الصادق او الإمام الباقر عليهما السلام، قال: يا سيدي أسألك عن الغناء؟ قال الإمام
: اذا قسمت الأشياء الي باطل وحق، ففي أي حيز الغناء؟ قال: سيدي في الباطل، وهو ليس حق. قال الإمام
: حكمت على نفسك. الإنسان اذا يسأل نفسه بملاحظة هذه الأمور في أي حيز مشاهدة التلفاز؟ في الأمور التي لا تعود على الإنسان الا بالترفيه في حيز الباطل.


وكما هو معلوم أن هناك:
باطل لا بد منه، الدنيا باطل ولا بد منها. الإنسان يتعامل مع التلفاز بهذا المقدار. هذا الإنسان في الواقع معتدل، متزن. اما الإسهاب والترف والمبالغة في التعلق بهذه الأمور فان ذلك يجعل الإنسان مصداقا لقوله تعالى: ﴿وخسر هنالك المبطلون﴾. الهي ربح الصائمون وفاز القائمون ونجى المخلصون ونحن عبيدك المذنبون.
يوم القيامة النبي
يحتج بإعماله، والأئمة
يحتجون بإعمالهم، والمؤمن يحتج بإيمانه، ومن المؤمنين من اذا سؤل لم يجد الله عنده عملا أكثر من صلاة ركعتين يخرقهما خرق القتاد.
ينبغي ان نغتنم الفرصة التي أتاحها الله عز وجل لنا هذه الأيام التي اذا لم يغفر لنا فيها فان الإنسان لا يكون مستحقا للمغفرة. ﴿اغتنموا الفرص فإنها تمر مر السحاب﴾. ورد ان الله سبحانه وتعالى يعتق وقت الإفطار أكثر من مليوني نسمة فأسالوا الله عز وجل ان يجعلكم منهم، تنافسوا في هذه الأمور، نسأل الله عز وجل ان يغفر لنا ولكم وان يجعلنا من صوام شهر رمضان وقوامه. والحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد واله الطاهرين.
إرشيف


ينبغي ان نغتنم الفرصة التي أتاحها الله عز وجل لنا هذه الأيام التي اذا لم يغفر لنا فيها فان الإنسان لا يكون مستحقا للمغفرة. ﴿اغتنموا الفرص فإنها تمر مر السحاب﴾. ورد ان الله سبحانه وتعالى يعتق وقت الإفطار أكثر من مليوني نسمة فأسالوا الله عز وجل ان يجعلكم منهم، تنافسوا في هذه الأمور، نسأل الله عز وجل ان يغفر لنا ولكم وان يجعلنا من صوام شهر رمضان وقوامه. والحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد واله الطاهرين.
إرشيف
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق