في الطريقِ إلى دبي والأفقُ مٌتسِعٌ كـ خيالِ عذراء والصحراءُ مُمتدةٌ كصدرِ غانيةٍ والشمسُ يكسفُها خجلُ الإيذان بالرحيل وجدتُني غارقاً بأحلامٍ ورؤىً لم تَـكن دبي إلا نقطة عبورٍ لها .
لم أدرِ وَنَحْنُ القاصدون لتركيا كيف ساقنا القدرُ لنتخذ من دبي محطة انطلاقٍ لباكو بأذربيجان ومنها لأسطنبول ، وحين تعلمُ أني أكرهُ ركوب السيارات للمسافات الطويلة وأني ساقطعها لدبي راكباً إياها ستعرفُ وقتها سرَّ هروبي من الواقع للأحلام والرؤى .
وصلنا دبي والليل مُرخٍ سُدولَه والأفقُ باسمٌ حد القهقهة ربما بِشراً بقدومنا أو ( طنزاً ) علينا ، الله أعلم ، المهمُّ كنّا مُتعبين لدرجة اللهاث ولكننا على موعدٍ مع صديقنا الشاعر اللبناني الجميل علي عسيلي لتلبية دعوته الكريمة على الإفطار فخرجنا من الفندق كأننا ( زِهبةٌ ) متوجهين لعجمان حيثُ يسكن ، وصلناها في العاشرة مساءً وقد أخذ الجوعُ ونهبُ الطريق منا مأخذهُ فالدنيا رمضان وقد مضت تسع عشرة ساعة على صيامنا .. ولكنّ حلوَ لقائه وحسن استقباله وكرم ضيافته أنستنا ما علق بِنَا من تَعب .
الجلوسُ مع الصديق علي عسيلي هو في ذاته لوحة سريالية فهو واعٍ ومُثقف وعذبُ الحديث ، فالساعتان اللتان قضيناهما في ضيافته مرّا كأنهما .. حُلم في الكرى أو خلسة المختلسِ قفلنا راجعين للفندق لـ ( ننخمد ) فإن وراءنا سفراً صباح الغد لباكو بأذربيجان ..
الغريب أني لم أنمْ تلك الليلة وللآن لم أعرف السبب !! خاصةً أني أنامُ حيثُ يطيبُ لي الهوى ، ولا أعاني أرق تغيير المكان ، ولستُ من الذين لا يداعب النوم أجفانهم إلا بغرف نومهم ، فأنا وأعوذ بالله من كلمة ( أنت ) أنام بأي وقت وفي أي مكان وبأية وضعية ، فأنامُ ضحىً كما أنام ليلاً وأنام على سرير كما أنام تحت كرسي الدرج أو بير السلم وأنامُ واقفاً كالخيل كنومي منسدحاً كآخر الرجال المحترمين ، ولم يكن بالي مشغولاً بشيء ولا أعيشُ قصة حب ،، طيب ليش ما جاني النوم ،، لستُ أدري وللحديث بقية
الأربعاء، 3 ديسمبر 2014
يومياتٌ تركية / الحلقة الثانية
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق