الثلاثاء، 4 نوفمبر 2014

محاريب كربلاء

كبّرت .. تكبر كل خارطة الرؤى
حتى يحار الحد فيك ويُستجنّ

ومدار معصمك الجليل كواكب
لتدور دور الأرض في فلك الزمن

بادرت جدب الأرض حين بسطتها
في الساجدين من الجمال ربىً وفنّ

وعلى يديك القانتات مواسم
تشتاقها الأحلام في ماء السنن

تلك القرى المستنجدات طيورها
وجدت بظل من ركوعك مؤتمن

تتنفس الأرضون منك نضالها
رئتاك ميلاد الحياة .. تنفّسنّ

والغيم يصعد كي تضخ عروقه
دمعا فيغرق من مزونك بالشجن

يا من توحد في مساحة عمرنا
وعلى تعدد ما ينال غدى وطن

ما للزمان انزاح عن أركانه
وأدار عن قصد له ظهر المجنّ

وتنكر الأفلاك والأرض التي
(أحييتها) والغيم عن دفع الثمن

الأرض شحت والغيوم تجدبت
والماء رغم القرب ما وفى وحنّ

وسواد مشهد كربلا ماهزه..
وصياح أطفال كأنه لم يكن

ونساء حيدر قد تبعثر سؤلها
مابين منجدل تصيح وبين من؟

ويؤزها قطع تحرض حزنها
والوطء يصبغ مايمر من المحن

درس الوفاء الما فتئت تغذّه
صهرته شمس أو تغشاه الوسنّ

جئناك نغرق والمسافة بيننا
طوفان أحزان تسربل ثوب أنّ

ولقد علمنا أن باقة حزننا
ذبلت على سفح العطايا بالوهن

مُد الحبال فإن حبل حروفنا
عشرون حرفا في هواك تصاغرنّ

والقلب محبرة صدت من جوعها
فاملأ سلال القلب من معناك (منّ)

إنا لنخشى أن تحرقنا الرؤى
مالم تذقنا منك فنجانا أغنّ

ونخاف إن لم ننتهي عن جهلنا
وشقاءنا بالناصيات لنُسفعنّ

ولقد علمنا أن فلكك كوكب
ماضاق عن أحلامنا إن نركبنّ

سنظل نجهد أن نواجه بؤسنا
بالكربلاءات / الإباء وما حونّ

هذا الحسين الناي في أسماعنا
سيظل نوتة عزة وشراع فن

ليست هناك تعليقات: