لم أود يوما التطرق لهذا الموضوع لأني غير ملم بأطرافه لكن مادعاني للكتابة هنا أن أحد خطباء الجمعة تحدث أن أحد الشباب جاءه بعدما أرهقته الشكوك ليفاتحه بما يعتلج في نفسه ، فما كان من مولانا المقدس إلا أن جلجل مسجده بخطبة عن أحكام الارتداد .
للأسف بعض رجال الدين لايملك حصافة ولا وعي ، أن يأتي لك شاب وأنت ممثل للدين فهو يراك خيط نجاة أخير ، هو يريد أن يعود... أن يصارحك فهو مريض يريد علاجا ، يحتاج احتواء من ظلامية فكرة تعشعش في صدره ، أن تأت في جمعة قادمة وتتحدث عن قتل واستتابه ، فأنت تكرس وتعزز مايعيشه وتزيده عندا ، أو كما قال أحد رجال الدين في فضائية : قبل أن يلتفت طير رأسه !! .
كان الإمام الصادق يحاور أشاوس الزنادقة من الديصاني وابن أبي العوجاء وغيرهما بصدر مفتوح ، وبمهارة حجاجية منطقية ، كنت تجبرهم على إكباره ، ومن الشواهد أن المفضل بن عمرو غضب حين سمع أراء ابن أبي العوجاء ، فقال له الأخير : (يا هذا ان كنت من أهل الكلام كلمناك، فان ثبتت لك الحجة تبعناك وان لم تكن منهم فلا كلام لك، وإن كنت من أصحاب جعفر بن محمد الصادق فما هكذا يخاطبنا، ولا بمثل دليلك يجادلنا، ولقد سمع من كلامنا أكثر مما سمعت فما أفحش في خطابنا ولا تعدى في جوابنا، وإنه للحليم الرزين العاقل الرصين لا يعتريه خرق ولا طيش ولا نزق، يسمع كلامنا ويصغي إلينا ويستغرق حجتنا حتى إذا استفرغنا ما عندنا وظننا أنا قد قطعناه ادحض حجتنا بكلام يسير وخطاب قصير يلزمنا به الحجة ويقطع العذر ولا نستطيع لجوابه رداً، فان كنت من اصحابه فخاطبنا بمثل خطابه) .
نصيحتي لكل المنتسبين للسلك الديني وسعوا مدارككم ، وتابعوا آخر مايستجد من نظريات ومقولات فكرية ، لأننا في زمن أصبحت المعرفة في حالات طوفانية ، و(العيال كبرت ) لم نعد في زمن جدي وجدك تمرر عليه أي فكرة ويعيش (عقيدة العجائز ) ، نحن أمام جيل متسائل باحث لايجامل يعيش عطش المعرفة ، الجلافة والردود الجوفاء غير العميقة تجعلكم أمام مسؤولية أمام الله لأنكم لم تطوروا آلياتكم العلمية .
آخر كلمة مرة سمعت مرة رجل دين فاضل يقول بقدر فرحتي أني سبب هداية مئات الأشخاص ، استعبر وقال : لكن أخشى أن أكون سبب بعد آلالف عن الله !!
مقولة للصادق :
( بادروا أولادكم بالحديث قبل أن يسبقكم إليهم المرجئة )
الحديث بمعنى الحوار متى ماتحاورنا لن نجد أفكار ظلامية وإلحادية وداعشية بيننا !!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق