الاثنين، 4 أغسطس 2014

الرقابة الدينية على الإبداع

حين يقرأ بعضهم نصا إبداعيا يبدأ محاكمته وفق منظور فقهي صرف ، وبناء على تقييمه يقصي المبدع بل ويتنكر لإبداعه ، الطريف أننا لو رجعنا للتراث العربي سنجد أن هذه الحالة مرفوضة .

القاضي عبدالعزيز الجرجاني صاحب كتاب (الوساطة )من أعﻻم القرن الرابع له كلمة شهيرة جدا في هذا الصدد يجب أن نتمعنها : 
《 فلو كانت الديانة عارًا على الشعر، وكان سوء الاعتقاد سببًا لتأخر الشاعر، لوجب أن يُمْحَى اسمُ أبي نواس من الدواوين، ويحذف ذكره إذا عدت الطبقات، ولكان أولاهم بذلك أهل الجاهلية، ومن تشهد الأمة عليه بالكفر، ولوجب أن يكون كعب بن زهير وابن الِزبَعْري وأضرابهما ممن تناول رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعاب من أصحابه بُكْمًا خرسا، وبِكَاءً مفحمين:ولكن الأمرين متباينان، والدين بمعزل عن الشعر."》

اقرأ هذه الكلمة عشر مرات فهي خطيرة جدا وتذكر أن قائلها (قاضي ) ومن أعﻻم القرن الرابع ويأتيك في هذا الزمن (مطوع ) زعطوط ﻻ بحث علمي وﻻنتاج كل رصيده حساب في تويتر ويتفلسف وﻻ يحترم ﻻ إبداع وﻻ مبدعين !!
أحيانا أؤمن أن اﻷمة أكثر تطور فكري في القرن الثالث والرابع فكريا أكثر منا أبناء القرن الواحد والعشرين .

ليست هناك تعليقات: