هذا المثل ذو النسب العربي الأصيل يتكرر في سلوكنا الفردي والجماعي مبطلا ما يسمى «قانون لكل فعل رد فعل..»، فرد الفعل الذي يعبر عنه المثل مختلف تماما عن الفعل في قوته وفي اتجاهه، انهم ذهبوا بالابل.. بالثروة كلها، وكان المفروض في رد الفعل أن يكون ارجاعها بكل بسالة الدماء حين تغلي، ولكن صاحبنا اكتفى بالسب وبكل ما في اللغة من احجار الرجم، هذه هي ردود افعالنا العربية منذ ما قبل اغتصاب فلسطين.. أي منذ وعد بلفور حتى الآن.
الاكتفاء بالادانة وهي تعبير حضاري عن السب، والهرولة إلى الامم المتحدة.. الى «حضارة الرجل الفاوستي» كما يعبر سبنجلر ثم العودة بخفي السيد حنين منشدين قولة شاعرة الحماسة:
لو كنت من مازن لم تستبح ابلي
بنو اللقيطة من ذهل بن شيبانا..
أما من هي مازن فلا نعرف عنها شيئا سوى أنها هناك في جزيرة تسمى الخيال.
يتساءل العربي البسيط: لمن هذه الجيوش التي لا يشق لها غبار ولا عدد ولا الأسلحة بالمليارات التي لو صرفت في جهنم لم تسأل: «هل من مزيد؟».
يقول التاريخ:
«اعتقد ارلوند توينبي ”1889 - 1975“ ان كل حضارة تنشأ من تحد معين، فاذا كانت الاستجابة لهذا التحدي ناجحة فان الحضارة تتقدم وتزدهر»... «غير ان الحضارة تنهار حين تكون استجابة الافراد للتحديات الجديدة غير ناجحة... وذلك بفعل ما يصيبها من انحطاط بسبب عجز الاقلية المبدعة عندها...»
ما هي استجابتنا للتحديات؟ هل تضعنا على سلم الحضارة أم اننا هناك في هاوية لا قاع لها؟
اجب انت.
ترى من هي الاقلية المبدعة التي عناها هذا المؤرخ الكبير؟ هو اعطاك مصباح الطريق اليها حين وصفها ب «المبدعة».
الابداع باختصار هو الاضافة الجديدة لتطوير كل حقل من حقول المعرفة الانسانية الثقافية والقانونية والاقتصادية والفنية.. فما هي اضافتنا كأمة من الأمم إلى الحضارة الانسانية؟
كل تاريخنا وأد للابداع والمبدعين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق