السبت، 26 أبريل 2014

إنما أردت الإصلاح!

في كل المجتمعات الإنسانية هناك أحزاب(جماعات) سواء كانت بشكل رسمي أو غير رسمي, وكل شخص بالطبيعة سيتعصب إلى حزبه وجماعته ومن يهواهم, وهذا لا يشذ منه إلا النادر صاحب الإرادة الحقيقة.

وبما أن المجتمع مكون من أحزاب, وهذه الأحزاب مكونة من أفراد هم في النهاية بشر, سواء كانوا في قمة الهرم أم في القاعدة, فمن الطبيعي أن الخطأ (وهو طبيعة بشرية متجذرة) سوف يصدر من أحد هذه الجماعات أو تلك, مما يغري بالنتيجة بالنقد من قبل الجماعات الأخرى والتي قد تتخذ هذا الخطأ مطية لتصفية حساباتها, أو نقطة لإحقاق الحق وإعلاء كلمة الصدق.

ونحن لسنا في حاجة للدخول في جدلية النقد والإنتقاد وهل هو مسموح أم ممنوع لأن من حق أي أنسان أن يبدي وجهة نظره تجاه أي موضوع (مادم هذا الرأي لم ينتقل لحيز التطبيق أو الإعتداء), لكن المشكلة التي تواجهنا في المجتمع اليوم هو طريقة الإنتقاد وأسلوبه لا مجرد الإنتقاد. فأحقية الإنسان بالنقد لا تمنحه أحقية الإعتداء, الإستحفاف, التلميز والتلميح, والإشارة بأصابع الاتهام وظن السوء تحت أي مبرر كان, وهذا المنع لا يطال فقط رأس الهرم من المجموعات الأخرى, بل هو يشمل أي مؤمن ومؤمنة من الأفراد, فالإنسان لا يملك الحق بإطلاق لسانه وسلطته على الأخرين لمجرد إختلافه معهم أو إعتقاده بخطاءهم (الجزئي أو الكلي).

لذلك وجدت عقوبة القذف في الإسلام, والتعزير بسببها, لكي تحفظ المجتمعات والأفراد من شرور أنفسهم. وإصلاح النفس وإن كان ذا أولوية لدى الإفراد بوصفه الجهاد الاكبر, لكن إصلاح المجتمع والتنظير لمشاكله قضية رائعة وخلاقة, لكن يجب أن تكون مطيتها الحسنى, والصدق, والكلمة الطيبة, والابتعاد فيها عن التعصب للأحزاب والجماعات, والتنصر فيه للأنا الفاسدة.

فلو كتبت مقال, فلا يتعصب لي فلان أو علتان لمجرد أني من جماعته وحزبه, وأيضا يهاجم الافكار الاخرى لمجرد أنها قادمة من مجموعات أخرى, فالحكمة ضالة المؤمن أينما وجدها أخذها.

ليست هناك تعليقات: