الخميس، 15 يناير 2015

صراع العمائم أم العلمانيه أيهما الأخطر؟!


دأب بعض الاخوة المعممين على كتابة خواطر وانطباعات في بعض مواقع التواصل الاجتماعي عن خطورة انتشار ظاهرة العلمانية والمبالغة في التحذير منها ، وبما ان العلمانية التي يقررها الكاتب المحترم - على فرض وجودها - لا تأثير يذكر لها في مجتمعاتنا ... إلا ان المتتبع لهذه الكتابات يكتشف فيما بعد ان المقصود من هذه التسمية هم اصحاب الاراء النقدية الذين يمارسون العملية النقدية لما يجري في ساحتنا من صراع يتزعمه بعض اصحاب العمائم ... ليطبق في حقهم منطق (اذا لم تكن معي فأنت علماني) متمرد على تعليمات الشريعة .

الذي نعرفه ان العلمانية هي نظام ادارة يدعو الى فصل الدين عن الدولة
ولكنه يتيح للافراد ممارسة طقوسهم الدينية بكل حرية
وقد تباينت الدول التي تأخذ بهذا النظام بين الافراط والتفريط ...
وقد انتشر الاسلام في كثير من الدول العلمانية مستفيدا من هامش الحرية المتاح ، فالعلمانية بمفهومها العام ليست شرا مستطيرا... 
ومصطلح علماني مأخوذ من العلمانية ... والعلماني يختلف من حيث المفهوم والتطبيق بين مجتمع واخر ، فقد يوجد علماني يجاهر بانكار وجود الخالق ويحارب القيم الاخلاقية المتعارف عليها ويدعو للاباحية والزواج المثلي ونحو ذلك ، كما هو موجود في كثير من الدول الغربية التي تقدم له الحماية ليقول ويمارس ما يؤمن به ، وقد يوجد له نظير في المجتمعات الاسلاميه لكنه لا يصرح باعتقاده خوفا على نفسه ، وايضا قد يوجد من ينطق الشهادتين ولكنه يتبنى افكار العلمانيين في جوانب ادارة الدولة وحق المرأة بالمساواة مع الرجل  في الميراث و الاختلاط و غير ذلك من القوانين الوضعية ، كما ان هناك صنف آخر يدندن على العلمانية ويتغنى بها ولكنه كالببغاء يردد كلاما لا يعي معناه ...
والعلماني بكل اصنافه المذكورة او غير المذكورة يعتبر عند المتطرفين من اتباع المنهج السلفي والاخواني كافرا مهدور الدم ... 
اما اتباع مدرسة اهل البيت ع فلهم منهج خاص في التعامل مع المخالفين ،
وكان لتلاميذ الامام الصادق ع صولات وجولات مع اصحاب الافكار الالحادية الهدامة في زمانهم ... فكان الحور والاحتواء والاحترام ...
ان اطلاق مسميات غير واقيعة من قبيل علماني وليبرالي و(اتباع الشيطان) على من نختلف معهم لمجرد تغريدة هنا او خاطرة هناك او مقال نقدي بحق الرمز الفلاني او العالم العلاني هو نوع من الارهاب الفكري الاقصائي الذي لا يختلف كثيرا عن اولئك الذين يكفرون المسلمين لمجرد خلاف في تفسير بعض المفاهيم ...
اننا بحاجة قبل ان ننتقد العلمانية  ان نبدأ باصلاح انفسنا ،
اننا نتابع بقلق بالغ صراع العمائم الذي يجري في ساحتنا الاسلامية  ، ونتابع الاستغلال الممجوج لمنابر دور العبادة ، ونتابع مسلسل نشر الكراهية بين اتباع المذهب الواحد ، ونتابع كيف ان البعض عندما يتحدث عن الاخرين يضع نفسه في موضع النزيه المؤتمن على الدين ، ويضع الاخرين في موضع الشبهة وعدم النزاهة ...
ان هذا الوضع الخطير الذي يتبناه بعض اصحاب العمائم المتمصلحة من الدين هو اشد خطرا على المجتمع والطائفة من علماني او ليبرالي او ماسوني - رغم خطورتهم- لانهم لا يمتلكون بيئات حاضنة في مجتمعاتنا،
ولأن مجتمعاتنا محصنة ذاتيا ، ولكن اصحاب العمائم بخلافاتهم التي اغلبها ان لم يكن كلها بدافع الهوى وحب الذات والمنصب هم الذين سيفتحون ثغرات في حصون مجتمعاتنا تسهل للعلمانيين والداعشيين ومن لف لفهم الدخول والتفريخ .

ليست هناك تعليقات: