الخميس، 4 ديسمبر 2014

حسن زين الشباب يرحل سريعا في أيام الحسن المجتبى



عندما سمعت خبر وفاة الشباب الغالي العزيز حسن البقشي ابن أخي وصديقي الشيخ أمين وأختي الكريمة أم أحمد، شعرت بمدى الصدمة والفجيعة حاولت أبحث عمن يكذب الخبر المفجع، ولكن للاسف كان الخبر المفجع صحيحا.
ما أصعب رحيل الشباب بشكل مفاجئ وبالخصوص عندما يتواصل معك بعد سنين طويلة، وكأنه يريد أن يذكرك به وليزرع في قلبك الأثر الأكبر للفجيعة، حسن منذ كان طفلا يتميز بأخلاقه الراقية والحركة التي تجعلك تبتسم، وما العجب وهو من بيت وعائلة تتميز بالأخلاق الراقية والتربية الفاضلة، جمع الشباب حسن الصورة والأخلاق.
منذ سنوات طويلة لم أشاهد الطفل حسن، وهذا تقصير، بسبب الانشغال والسفر والظروف، حيث كان لهذا الطفل مكانة خاصة، وعندما أزور الأحساء أحب رؤيته، وكان يفرح كثيرا برؤيتي.
ولكن قبل أيام بعث لي برسالة عبر برامج التواصل.
السلام عليكم، اهلا وسهلا صباح الخير حياك الله.
فرديت عليه مدهوشا وسعيدا جدا حيث اني عرفته من الصورة والأسم، فكتبت له:
وعليكم السلام، الله بالخير صباح الخير ما شاء الله كم انا مسرور وفرحان لرؤيتك بعد سنين طويلة ما شاء الله، أتمنى لك التوفيق والنجاح والتميز عين الله تحفظك وترعاك. هل تتذكرني؟.
«أذكرك وأقدر أقول إن روحك في مخيلتي لكن الحين شفت صورتك لأني كنت جدا صغير حينها». «وقبل فترة سافرت مع شقيقك أبو حيدر - زيارة الامام الحسين ع - واشتقت إني أشوفك حقيقة». «وإتباع نشاطك وتصريحاتك».
كلمات مؤثرة....
سألته هل تخرجت من الدراسة وهل تعمل؟.
: أنا تخرجت من جامعة البترول والمعادن، وأعمل في الرياض حاليا منذ أكثر من شهر لدى «Joatha for Business development consultancy» مع الدكتور إحسان بو حليقة، هل تعرفه؟
نعم أعرفه أخ وصديق عزيز فهو شخصية معروفة والنعم منه، وشقيقه الراحل المهندس غسان رحمه الله صديق عزيز قريب جدا، وكانت وافته صدمة مؤثرة جدا، رحل بشكل مفاجئ، وقد كتبت حينها مقال حوله.
وهأنا اليوم يا أبني وأبن أخي وأختي - والديك - أكتب اليوم كلمات حول رحيلك من عالمنا بشكل مفاجئ، رحلت لتترك الحسرة والألم في قلب والديك العزيزين وإخوتك وجدك وأعمامك وأهلك وفي قلوبنا ولكل من تعرف عليك وتعامل معك.
رحلت يا ولدي العزيز الحسن سريعا في أيام وفاة الإمام الحسن المجتبى -  -، صاحب الأسم الذي حملته، وقبل أيام قليلة من أربعينية الإمام الحسين حيث كنت تحرص على زيارته، وخدمة زواره، وكأن مكتوب عليك أن ترحل في أيام ذكرى شهادة من تحبهما الإمام الحسن والحسين عليهما السلام.
نسأل الله تعالى أن يرحم الفقيد الغالي الحسن - حسن أمين - برحمته الواسعة ويسكنه فسيح جناته، ويحشره مع من يحب محمد وآل محمد ، وأن يجعل قبره روضة من الجنان، وأن يلهم ذويه الأعزاء ومحبيه الصبر والسلوان. وتعزية خاصة الى جد الفقيد العم الحاج ابو عبدالمحسن، وإلى والده الأخ والصديق العزيز الشيخ ابو احمد، وإلى والدته الاخت الكريمة الحاجة أم أحمد، والى أشقائه أحمد ومرتضى وأخوانه وأخواته، وإلى أعمامه المهندس ابو مصطفى والاستاذ يوسف وبقية افراد العائلة الكريمة، وإلى أخي العزيز الدكتور أحسان ابوحليقة، وإلى كل المحبين. عظم الله أجوركم جميعا، إنا لله إنا إليه راجعون.
رحلت يا عزيزي من عالمنا سريعا، ولكن صورتك الجميلة الباسمة وأخلاقك العالية الحسنة ستبقى نبراسا ومثالا للشباب الحريص على الإيمان والاخلاق العالية والاخلاص في الدراسة والعمل، والعمل التطوعي وخدمة المجتمع وخدمة زوار الائمة الأطهار .
إن رحيل من نحب في هذا العالم بشكل مفاجئ، بعيدا عن مقياس العمر والصحة، حيث الشباب الأصحاء يرحلون فجأة!. يجعلنا أن نعيد حسابتنا لنعطي الشباب - الأبناء والاقرباء - الوقت الكافي من الإهتمام والرعاية للتزود منهم ويتزودون من يحبون، لان لا أحد يعلم متى ساعة الرحيل.
وقبل الختام أحببت أقول لك رحلت يا عزيزي قبل أن أراك، وقبل أن تحقق أمنيتك، هل تتذكرها خلال المكالمة قبل الأخيرة؟:
عندما سألتني: متى نراكم؟.
فقلت لك: قريبا في زواجك إن شاء الله.
فكان ردك بالتالي مع صورة تعبيرية للحياء والخجل:
الله الموفق إن شاء الله.
إلى جنة الخلد يا أبني العزيز، وستبقى صورتك خالدة في الروح والعقل وكلماتك التالية محفورة في قلب يدعو لك بالرحمة والمغفرة: «أذكرك وأقدر أقول أن روحك في مخيلتي لكن الحين شفت صورتك..». «وقبل فترة سافرت مع شقيقك.. واشتقت اني أشوفك حقيقة». «وإتباع نشاطك وتصريحاتك»
الفاتحة إلى روح الشباب الفقيد السعيد - حسن الشيخ أمين علي البقشي -، مع الصلاة على محمد وآل محمد.

ليست هناك تعليقات: