الخميس، 16 أكتوبر 2014

الشيعة في ميزان يوم الغدير

يوم الغدير هو حادثة قد أتفق عليها عموم المسلمين, لكنهم أختلفوا في تفسيرها وقراءتها, وهو شيء وارد لأن كل فرد أو جماعة تنظر من وجهة وزاوية معينة.
وفي يوم الغدير محورين مهمين أود الكلام عنهم بشكل خاص (سأحاول ان أختصر ما امكنني), وهما
محورية الإمامة أو الولاية, ومحورية المؤاخاة بين المؤمنين

1-الامامة
يدرك الشيعة ويتنقالون ما للغدير من أهمية حيث تعكس أهتمام السماء بالأرض وحرصها على مستقبل الأمة في تعيين ولي, لكن هل يؤمن الشيعة بهذا الكلام في الواقع العملي حقا؟
حيث ورد عن النبي في روايات عديدة بأنه لا يكون منكم اثنان الا وفيهم أمير.
بمعنى, هل لوجود أمير أو ولي يقوم بالأمر مهم لدى الشيعة, أم أنه ليس كذلك, وما يجعلني اعطف على هذا الكلام هو الاهمية الشديدة في المجتمعات البشرية لوجود قائد يقوم بالأمر, (ولاتوجد عصمة لأحد فالكل يخطيء ويصيب بمقدار اجتهاده وبعد نظره) لكننا كشيعة ومع رؤيتنا لهذه الاهمية من منظور تاريخي وديني, إلا اننا كأفراد نحارب وبشدة القيادات, فتجدنا متفرعين منقسمين بين أراء وأحزاب وتعصبات ليس لنا وزن ولا قيمة, تحسبنا جميعا وقلوبنا شتى ( في الاعم الاغلب)
المشكلة ان الكل يتهم الكل والكل لا يثق بالكل مما يخلص بأننا بلا رعي يرعى أمورنا, الا جزء قليل من المجتمع ممن شذ منا وندر,
والسؤال,, أليس الراعي الظالم خير من عدم وجوده بتاتا ؟

٢- الموأخاة
تنتشر في عيد الغدير الموأخاة بين المؤمنين, وهي شيء رائع جدا, لكن لنتكلم عن هذا بواقعية, هل نحن كشيعة نحمل الموأخاة فيما بيننا كما في أحاديث وتعاليم أهل البيت, أم انها مجرد كلام صوري وظواهر أجتماعية لا تعكس الحقائق التي نحملها, كمثال, من الوارد جدا أن تجد شخص يضع يده في يدك لموأخاتك ثم ياكل لحمك ميتا بعدها بسويعات في مجلس أخر بدون أن يطرف له جفن, فأين الموأخاة وأين حقوق الأخوة!
الموأخاة الحقيقة هي أن نكون محبين لبعض, مبعدين للخلافات فيما بيننا ولو كبرت, الموأخاة الحقيقة هي أن يضع الفرد منا يده في جيب أخيه فيأخذ ما يحتاجه ولا يسأله صاحبه(وهي مرتبة عالية لا اطالب بأن نصل لها لأننا نطالب الحد الادنى) وقد ورد بأنه لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه!
نحن اليوم  بحاجة لأن نبعد الخلافات الشخصية والاهواء والنزاعات في المجتمع, وأن نحاول حلها كل شخص مع نفسه وقلبه, فيبتدأ بنفسه ليطهرها, حتى نصبح عصبة على قلب واحد بعون الله, وهذا هو المعنى الحقيقي لكلمة الاخ والموأخاة بين المؤمنين في يوم الغدير

ملاحظتين:
١- قد تتفق معي وقد تختلف, وهو شيء طبيعي, في الحالتين أتمنى أن تبدي وجهة نظرك حتى يتنور كل شخص بوجهة النظر الاخرى.
٢- أنا مشمول بمعظم الكلام الذي فوق, فالنقد يقع علي وعلى كل حامل للواء التشيع, فلا انزه نفسي أن النفس لأمارة بالسوء الا ما رحم ربي.


وشكرا لكم
وكل عيد غدير ونحن شيعة حقيقيون.

ليست هناك تعليقات: