ورد في الحديث الشريف في كتاب من لا يحضره الفقيه للشيخ الصدوق أعلى الله مقامه الشريف عن الإمام الباقر
انه قال: «إن اسم النبي
في صحف إبراهيم الماحي، وفي توراة موسى الحاد، وفي إنجيل عيسى احمد، وفي الفرقان محمد. قيل فما تأويل الماحي، قال: الماحي صورة الأصنام وماحي الأوثان والأزلام وكل معبود دون الرحمن. قيل فما تأويل الحاد، قال: يحاد من حاد الله ودينه قريبا كان أو بعيدا. قيل فما تأويل احمد، قال: حسن ثناء الله عليه بما حمد من أفعاله. قيل فما تأويل محمد، قال: إن الله وملائكته وجميع أنبيائه ورسله وجميع أممهم يحمدونه ويصلون عليه. وان اسمه المكتوب على العرش محمد رسول الله
».



المستفاد من هذه الرواية: هذه الرواية الشريفة المروية عن الإمام الباقر
تين لنا سر تعدد أسماء رسول الله
، والمستفاد منها امرآن:


الأمر الأول:اختلاف المهام والمقامات المكلف بها الرسول
:

أن هذه الأسماء المختلفة ينشأ اختلافها من اختلاف أوصاف رسول الله
. إذ كل اسم يوضع لمسمى يلحظ حال التسمية المناسبة بين اللفظ وبين المعنى الملحوظ في الذات. لذلك يستفيد أهل الفطنة والفهم من قوله تعالى في حق يحيي
: ﴿لَمْ نَجْعَل لَّهُ مِن قَبْلُ سَمِيًّا﴾«مريم، 7». ﴿يَا يَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ﴾ «مريم،12».عندما بشرت الملائكة زكريا
بغلام اسمه يحيي
يستفاد من هذه التسمية أن يحيي
سيتصف بالحياة المستمرة. وإذا كان استمرار الحياة مستحيلا في الدنيا فلابد أن يكون ذلك حياة من نوع آخر في الآخرة. ولذلك يستفاد من هذه التسمية أن يحيى
ينال الشهادة.لان كلمة يحيى
مأخوذة من الفعل المضارع الدال على الاستمرار والبقاء. فيحيى حياة باقية وليس ذلك إلا للشهداء. فهذه التسمية بنفسها تدل على نيل يحيى
لمقام الشهادة. هذه الأسماء المختلفة لرسول الله
تعددها واختلافها لاختلاف أحكامه وأوصافه ومقاماته ووظائفه المنوطة به
.










الأمر الثاني: الله جل جلاله من نعت رسوله
بتلك الأسماء المتعددة:

الذي يستفاد من هذه الرواية أن هذه الأسماء ليس للنبي
فضلا عمن عداه مدخليه فيها. الذي سمى رسول الله
هو الذي انزل صحف إبراهيم
، لان هذا الاسم مدون في تلك الصحف ولا يثبت شيئا في صحف إبراهيم
إلا من انزل صحف إبراهيم
. ولا يثبت شيئا في توراة موسى
أو إنجيل عيسى
أو غير ذلك من الصحف والكتب إلا من كان محيطا بتلك الكتب ومن كان منزلا لها. فالذي سمى رسول الله
هو الله جلا وعلى من فوق سبع سماواته.








كيف نفهم هذه الأسماء وكيف نستفيد منها:
الرواية تتضمن وتشتمل على تفسير هذه الأسماء وتقول أن الماحي هو الذي يمحو صورة الأوثان وكل معبود دون الرحمن ويمحو صورة الأصنام. ولعلنا نحمل محو صورة الأوثان والأصنام والأزلام على فعله
في زمانه. وبالفعل لم يحظى نبي بالتسديد والتأييد والنصرة التي حظي بها. حتى حظي
بالرعب، وحتى أن المتتبعين للتاريخ يقرون أن رسول الله
أعظم شخصية أثرت على النصرانية. ولولا رسالة النبي
لم يكن للنصرانية وجود في أوروبا في تلك العصور المظلمة. أوروبا إنما بعثت فيها الحياة بفضل العصبية الدينية المقيتة التي تجلت في الحملات الصليبية ضد الإسلام. فكان للعصبية الدينية فضل في جمع قوى أوروبا وجمع الشتات وتوحيد تلك الطاقات في التوجيه ضد الإسلام. فلولا أن الدين موجود لظلت أوروبا هائمة في ذلك الجو المظلم الأسود المقيت التي لم يكن احد يعرف أهله منه مبدأيات الحياة المدنية. ولما غزوا دار الإسلام وتخلى المسلمون عن مبادئ الإسلام نهب الغزاة المكاسب المادية التي حققها المسلمون المتجلية في العلوم والتأليفات القيمة والاكتشافات الحضارية العظيمة. وبذلك استفاد الأوروبيون مما أهمله المسلمون. لذلك يقر عظماؤهم أنهم ما استفادوا من شيئ كما استفادوا من كتب المسلمين. ليوناردو دفينشي احد أعظم عباقرة البشرية عندهم يقول: «لم استفد شيئ كما استفدت من كتب الشيخ الرئيس ابن سينا» وهكذا أوروبا في الواقع كذلك إنما قامت على الأسس التي أسسها بني الإسلام
.





لمن بعث الرسول؟ لمن كان في عهده، أم ليم يسبق عهده أيضا؟
لعلنا نحمل محو الصورة على فعل النبي
، وهذا معنى صحيح لكن أتصور أن هناك معنى أعمق وأدق ينبغي أن نفهم هذه الرواية في إطار المعنى الذي يؤسس له قوله تعالى: ﴿قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ﴾ «الأعراف،158».وقوله تعالى: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِّلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا﴾ «سبأ،28». وقوله جلا وعلا: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ﴾ «الأنبياء،107». وقوله تعالى:﴿وَاسْأَلْ مَنْ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رُّسُلِنَا﴾ «الزخرف،45». هذه الآيات الأربع، والثلاث الآيات الأوليات يستفاد منها أن الرسول
مبعوث الي كافة الخلق. هذا المستفاد من هذه الآيات قوله تعالى: ﴿قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ﴾ «الأعراف،158».وقوله تعالى: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِّلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا﴾ «سبأ،28». وقوله جلا وعلا: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ﴾ «الأنبياء،107» هل المقصود بالناس والعالمين في هذه الآيات من كان في عهد النبي
ومن يحيى بعده؟ أو أنها كانت تشمل من يسبق عهد النبي
؟




عموم لفظ الآية يدل على أن النبي
مبعوث الي جميع الخلق من آدم ومن يتلوه، وان قلنا كيف نتصور بعثة النبي
الي من كان يسبق عهد ولادته
، فالجواب هو قوله تعالى: ﴿وَاسْأَلْ مَنْ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رُّسُلِنَا﴾«الزخرف،45». كيف أمر الله عز وجل النبي
أن يسأل الرسل المبعوثين قبله؟ إن أولنا الآية وفسرناها بان المقصود بها في ليلة الإسراء والمعراج كما يذهب الي ذلك بعض المفسرين. قلنا إذا كانوا بالنسبة اليه
رعية، كانوا من المبعوث إليهم، وكان هو الرسول
وهذا ما تؤكده الروايات الدالة على فضله على جميع الأنبياء والرسل. والآية الدالة على أن الله عز وجل اخذ مواثيق الأنبياء على أن يعزروه وينصروه والروايات الدالة على انه كان نبيا وآدم بين الماء والطين.






مفهوم اسم النبي
«الماحي» في صحف إبراهيم
:


على ضوء هذا المفهوم ينبغي أن تفهم هذه الرواية كان اسم النبي
في صحف إبراهيم
الماحي. إبراهيم
أعظم أدواره التي يمجدها القران الكريم انه كسر الأصنام. ولما وقع أولئك في حيرة من أمرهم من كسر الأصنام: ﴿قَالُوا سَمِعْنَا فَتًى يَذْكُرُهُمْ يُقَالُ لَهُ إِبْرَاهِيمُ﴾«الأنبياء،60».النبي
يقول: «أنا الفتى ابن الفتى» بمعنى أن إبراهيم
لم يصل الي ذلك المقام من التوحيد إلا لأنه مجرى نطفة النبي
ولأنه أشبه آبائه به، ولذا استحق أن يكون إبراهيم
، وإلا الفضل في الواقع والباطن هو للنبي
. ويؤكد ذلك علماء العرفان بان إبراهيم
مظهر لرسالة النبي
وإلا فالرسول النبي
في عالم الخلق. الرسل كثير وفي روايات أن عددهم «124000» هذا في عالم الخلق وأما في عالم الأمر فكلهم مظهر لنبينا
.












فالقول بان اسم النبي
في صحف إبراهيم
الماحي بمعنى أننا اذا قلبنا صحف إبراهيم
النازلة عليه من الله جلا وعلا وإبراهيم
نبي معصوم ولا يعقل أن تتنزل الصحيفة على نبي ولا يطبق ما فيها. اذا صحائف إبراهيم
هي عبارة عن حياة إبراهيم. ورد عن بعض المسلمين أنهم لما سئلوا عن أخلاق النبي
، قال: «كان خلقه
القران». اذا صحائف إبراهيم
هي أخلاق ابراهيم
.









اذا كان قوله اسم النبي
في صحائف ابراهيم
الماحي هذا ينطبق بشكل حرفي على رواية كان يذكر النبي
فيها أوصاف الأنبياء فقال: موسى
أشبه شيئ بقوم من العرب، وكان عيسى
أشبه شيئ بقوم آخرين. قيل له
فمن كان يشه ابراهيم
، قال: انظروا الي صاحبكم. ابراهيم
في الصورة الظاهرية أشبه الناس برسول الله
. هذا معنى أن قول باقر علوم الانبياء
،كان اسم النبي
في صحف ابراهيم
الماحي. معناه أن ابراهيم
لم يكن يجسد إلا دور النبي
وان الذي كسر أصنام قوم ابراهيم
إرادة النبي محمد
المتجلية في ابراهيم
.

















مفهوم اسم النبي
«الحاد» في توراة موسى
:


وبهذا المعنى ينطبق قول الإمام الباقر
بالنسبة الي موسى
الذي قال له فرعون: ﴿قَالَ أَلَمْ نُرَبِّكَ فِينَا وَلِيدًا وَلَبِثْتَ فِينَا مِنْ عُمُرِكَ سِنِينَ﴾«الشعراء،18». موسى
عادى الأقربين والأبعدين في الله عز وجل. حتى انه بلغ منه الغضب مبلغا أن اخذ برأس أخيه يجره اليه، وحتى انه لم يكن يعرف في الله لومة لائم وكان موسى
يحاد في الله القريب والبعيد.




هذه صفة نبينا
في توراة موسى
بان يكون كذلك محادا لأعدائه. كان يُأمر بالاقتداء بشخص يبعث في آخر الزمان لا يعرف في الله لومة لائم.فطلب موسى
من الله جلا وعلا أن يجعله من أمته. والوارد في الروايات أن موسى
لما رأى أن الله جلا وعلا اصطفى بني إسرائيل، فظن أن بني إسرائيل أفضل الأمم، فأوحى الله عز وجل اليه أن أفضل الأمم امة نبي يبعث في آخر الزمان، فطلب موسى
من الله جلا وعلا أن يجعله من امة نبينا
، وبذلك بلغ ما بلغ. هذه صفة نبينا
في توراة موسى.







مفهوم اسم النبي
«أحمد» في إنجيل عيسى
:


«وفي إنجيل عيسى احمد، وتأويله حسن ثناء الله عليه بما حمد من أفعاله». والآن نرى أن محمد
جميع الخلق يثنون عليه هذا عند الله. نريد أن ننتقل الي نحو آخر من البيان مع أن هذا الكلام ينطبق عليه ما انطبق على موسى
وإبراهيم
. كما أن ابراهيم
صورة ظاهرة لنبينا
, وموسى
كذلك، كذلك عيسى
فانه صورة نبينا
. لكن نريد أن نفرق بين احمد ومحمد وكلتا الصيغتين من صيغ التفضيل عند العرب.








الفرق بين أحمد ومحمد:
صيغة احمد صيغة تفضيل ومبالغة، يقال لفلان احمد من فلان أي أكثر حمدا. ومحمد صيغة تفضيل بمعنى انه يمدح أكثر من غيره اذا مدح. فما الفرق بين المبالغتين والتفضيلين؟ عيسى
كان معجزته إبراء الأكمه، والأبرص، وإحياء الموتى. وورد في الروايات «انه كان يمشي على الماء وعن نبينا
انه قال لو اشتد يقينه لمشي في الهواء» ورد عندنا روايات عن اسم الله الأعظم وان الله عز وجل استأثر بحرف من «73» حرفا وبث في الخلق «72» حرفا. أعطى ابراهيم
منها مقدارا، وعيسى
مقدار، وفلان مقدار، وأعطى محمد
وأهل بينه عليهم السلام «72». وبذلك قدر صاحب سليمان أن يأتي بالعرش من سبأ في اقل من طرفة عين، وبذلك استطاع الجن أو كان يدعي انه يستطيع أن يأتي بالعرش قبل أن يقوم من مقامه. وبذلك فعل موسى
ما فعل بفرعون من معاجزه التسعة. وعيسى
فعل ما فعل من إبراء الأكمه، والأبرص، وإحياء الموتى وغير ذلك.







خصوصية الإحياء لعيسى
:

الملاحظ في معاجز عيسى
أنها اقرب الي الظواهر الغيبية. موسى
كان يضرب الحجر فينفجر منه الماء، والماء شيئ مادي. وأما عيسى
فانه كان يحيي الموتى،والحياة شيئ غير مادي. يقال أن عيسى خص بالإحياء لان الله عز وجل نفخ في فرج أمه من روحه. بمعنى أن عيسى
تجلت فيه آثار الروح الإلهي، وليس هذا الروح جزءا من روح الله إذ ليس لله جزء. المقصود هنا بالروح المخلوقة لله عز وجل التي استأثر بها في عالم معين لم يتجلى فيها من هذا العالم إلا مقدار معين كان بعضه منفوخا في فرج مريم: ﴿وَالَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهَا مِن رُّوحِنَا﴾«الأنبياء،91». فخلق الله من ذلك النفخ نتنة مباركة طاهرة بلغ فيها التجرد والتعلق بالعالم الغيبي الي درجة أن اسمها روح الله. وروح الله منه عيسى
كان اسمه روح الله. وهذا الاسم من الله وكما قلنا أن أسماء الله سبحانه وتعالى لا توضع جزافا.





روح الله لأنه كانت تتجلى فيه آثار الروح، آثار عالم الأمر وبما أن عالم الأمر وآحد: ﴿وَمَا أَمْرُنَا إِلَّا وَاحِدَةٌ كَلَمْحٍ بِالْبَصَرِ﴾ «القمر،50». فعالم الأمر لا يتعدد، وعالم الأمر ليس فيه كثرة، وعالم الأمر فيه حدة وقوة وفيه عظمة وفيه بهاء. لذلك كان اسم النبي
في ذلك العالم – في إنجيل عيسى
– كان اسمه احمد - كلما وجدت مخلوقا في عالم الأمر يحمد فنبينا
احمد منه، وكلما وجدت ملكا قويا وعظيم الشأن ﴿ذِي قُوَّةٍ عِندَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ﴾ «التكوير،20»فنبينا
أعظم منه. حتى أن جبرائيل
كان اذا جلس عند النبي
يجلس كما يجلس العبد، ويستأذن كما يستأذن العبد أي الخادم. هكذا بلغت عظمة النبي
في ذلك العالم. وجبرائيل: ﴿ذِي قُوَّةٍ عِندَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ﴾ «التكوير،20».ومع ذلك كان يستأذن كما يستأذن العبد.







وأما محمد صيغة التفضيل من جهة الكثرة والتعدد والتنوع، وهذا مناسب لعالم الخلق. لاحظوا أن الوارد في الرواية «وفي الفرقان محمد»، اسم النبي
في الفرقان محمد. الفرقان ماهو؟ الجواب: هو ما يفرق به: ﴿إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ﴾ «الدخان 3-4»النبي
في ليلة القدر كان اسمه محمد في عالم الفرق. كان اسمه محمد بمعنى أن الثناء عليه كان مفرق وأوصافه كثيرة متعددة. جهات الثناء عليه متنوعة هو في هذا العالم محمد
. ذاك العالم عالم الوحدة هو فيه احمد وليس محمد، وفي هذا العالم محمد وفي الفرقان محمد.



مفهوم اسم النبي
«محمد رسول الله» في العرش:

«وان اسمه المكتوب على العرش محمد رسول الله
». العرش ما هو؟ العرش هو مستوى ملك الله جلا وعلا، و هو مخزن علم الله جلا وعلا. ﴿وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ عِندَنَا خَزَائِنُهُ وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلاَّ بِقَدَرٍ مَّعْلُومٍ﴾ «الحجر،21». العرش هو الذي تصدر منه الأوامر الإلهية المتفرقة والمختلفة في الشئون والأغراض والخلق والتعدد هناك اسم النبي: محمد رسول الله
.


رسول الله الي من؟
الرسالة تستلزم مرسل وتستلزم مرسلا اليه. اسم النبي محمد رسول الله
. هل الرسالة تختص بغير العرش؟ العرش مخلوق أو هو نفس الله سبحانه وتعالى؟ العرش مخلوق:﴿وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ﴾«الحاقة،17».هل يعقل أن يكون العرش هو الله , وهو محمول جلا وعلا سبحانه وتعالى، العرش مخلوق. هذا العرش هو العرش الذي كان عرشه على الماء.

اذا محمد رسول الله
الم يقل الله: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ﴾ «الأنبياء،107». والعالمون هو كل ما سوى الله مما هو مخلوق. اذا الرسول مرسل حتى الي العرش. العرش لا يعرف رسول الله إلا انه رسول الله فقط. العنوان بمحمد
في العرش اذا أردت أن تعرف الرسول في العرش فقل أين رسول الله يجيبك العرش هذا رسول الله. بمعنى أن العرش لا يعرف الرسول إلا بالرسالة. وهذا مقام عظيم معنى ذلك أن العالم و العرش وما دونه و آدم ومن دونه لا يعرفون الله جلا وعلا إلا بمحمد
.



آدم ومن دونه: الجماد والحيوان و الإنس والجن والجنة والنار كل ذلك لولا نبينا محمد
لم يكن له اثر في هذا العالم.:﴿وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ﴾ «الأنبياء،107»، و الآية:﴿وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ﴾«الاعراف،156». رحمة النبي وسعت كل شيئ. لذلك لا يعرف مصيبة النبي
إلا من عرف مقام النبي
. النبي إجمالا يقول للمؤمنين «لم تصابوا بمثلي» حتى لو لم تعرف وجه ذلك «اذا نزلت بأحدكم مصيبة فليتذكر مصيبتي فإنكم لم تصابوا بمثلي» من الناس من عرف لماذا يكون النبي
الي ذلك، ومن الناس لم يعرف، منهم من صدق، ومنهم من كذب: ﴿إِنَّكَ لَمَجْنُونٌ﴾ «الحجر،6» حاشاه
.





رثاء أمير المؤمنين
للرسول
:


يقول أمير المؤمنين عندما تولى غسله
: «بابي أنت وأمي يا رسول الله لقد انقطع بموتك ما لم ينقطع بموت غيرك من النبوة والإنباء وأخبار السماء خصصت حتى صرت مسليا عمن سواك وعممت حتى صار الناس فيك سواء ولولا انك أمرت بالصبر ونهيت عن الجزع لانفذنا عليك ماء الشؤون ولكان الداء مماطلا والكمد مخالفا ولكنه مال يملك رده ولا يستطاع دفعه بابي أنت وأمي اذكرنا عند ربك واجعلنا من بالك﴾.

ما معنى واذكرنا عند ربك؟ هوان يسأل رسول الله
لامته التوفيق لهم بالخير والصلاح. بمقدار ما تكون أنت مع النبي
فقد ذكرك النبي
في ذلك العالم. ورد في تفسير قوله تعالى:﴿وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُون﴾ «التوبة،105».



إن أعمال المؤمنين تعرض عليه
كل يوم اثنين وخميس، وفي رواية بحسب العموميات أصلا في كل وقت تعرض على النبي
الأعمال. بمقدار ما تكون قريبا من النبي
تتنزل عليك الآثار والبركات والخيرات ولذلك أُمرنا بإكثار الصلاة على النبي واله
.




اللهم صل على محمد وال محمد بأفضل صلواتك وبارك عليهم بأفضل بركاتك والسلام عليهم وعلى أرواحهم وعلى أجسادهم ورحمة الله وبركاته. والعن أعداءهم من الأولين والآخرين. واحشرنا مع محمد واله الطيبين الطاهرين. واجعلنا يارب ممن يلعن من تلعن، وممن يتبرأ ممن تتبرأ، ويتولى من تتولى، والحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد واله.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق