السبت، 20 سبتمبر 2014

خيال المؤرخ

ينقل أحد اﻷصدقاء المصريين على صفحته في الفيس بوك معلومة من تاريخ المسعودي أن للمتوكل أربعة اﻵف جارية وطأهن جميعا!!
أضحكني تعليق أحد أصدقائه المصريين (هو المسعودي كان معه بيعد له الجواري).
من أكبر مصائبنا أن المؤرخين ﻻيختلفون عن كتاب الصحافة الصفراء من حيث حب خلق الإثارة، ﻻ أقول هذا دفاعا عن خلفاء بني أمية وبني العباس فلهم كوارثهم التي ارتكبوها.
مثاﻻ على هذا سرد أقاصيص بهدف خلق (اﻷكشن ) من طراز قصص الرشيد وأبي نؤاس ، التي تصيبني بالذهول ﻷحداث ﻻيمكن أن تقع بين ملك وفرد من الرعية مهما كان عنوانه الإبداعي.
يأتي الرشيد ﻷبي نواس ويقول له : هات لي قصيدة تتضمن شطر (فلا خير فيه وﻻمنفعة ) فيكتب النؤاسي قصيدة يسرد حدث جنسي بين الرشيد وإحدى جواريه ، فيذهل الرشيد كيف تنبأ النؤاسي بما وقع له مع الجارية بالتفصيل الممل. 
وبالطبع قصة ( عذر أقبح من ذنب ) بين أبي نواس والرشيد (صاروخ سكود ) من قوة الخيال السردي ﻻيليق ذكرها هنا. 
موقف المتلقي العربي من النص التاريخي موقف عاطفي ، فلو كان متعاطف مع شخصية ما سيقيم تحكيمه العقلي وسيمحص النص وبكل الطرق سيكبح خيال المؤرخ.
ولو كان يحمل عداء أيدلوجي سيبلع الجمل والقصص الخيالية وسيحلق مع المؤرخ في خياله المجنح!

ليست هناك تعليقات: