الأربعاء، 20 أغسطس 2014

تربية الأمل

وما صبابة مشتاق على أمل

من اللقاء كمشتاق بلا أمل

هكذا قال المتنبي وكأنه ينظر الى الحياة التي عاشها جيلنا البائس.. لقد كنا مشتاقين على أمل من اللقاء بها، ببهجة التطور.. بفرحة السير الى كروم المستقبل، بالانعتاق من الاصفاد التي ترى والتي لا ترى.. وها نحن اصبحنا الآن مشتاقين بلا امل.

وفي اعتقادي ان الاشتياق بلا امل اشد روعة وصخبا من الاشتياق على امل اللقاء.. وكما قال ابن عربي «كل شوق يسكن باللقاء لا يعول عليه» فالمطلوب من الكتابة ليس هو الحصاد بل ان الكتابة الهادفة عليها الغرس.. ومن يغرس الاشجار لا ينتظر ان يجني ثمارها هو وحده.. بل هو ان حالفته الظروف والا فلغيره..

غير ان هذا لا يمنع من ان اقول: لقد غرق معظم جيلنا في الكتابة «المثالية» أي تلك التي تنبع من المخيلة لا من الواقع ظانين ان الكلمات اضواء على الطريق الى فجر قادم في الافكار وفي السلوك، معتقدين اننا نربي الامل كما يقول محمود درويش.. واذا نحن في «ليل بطيء الكواكب».

نعم، ليلنا بطيء الكواكب من عصر الشاعر الجاهلي الذي وصف ليله بهذ الوصف حتى الآن.. ولكن مهما كان الظلام ضاريا فانه لن يصمد حتى امام شمعة صغيرة.. وقد قدم جيلنا والجيل الذي قبله من مفكرين وكتاب وشعراء ومناضلين اصلاحيين.. قدم شموعا متنوعة بدءا من الترحيب بالسجون.. وحتى بالمشانق- حسب محمد الماغوط «أنتم تملكون المشانق ونحن ملك الأعناق».

لذا فالسؤال: لماذا أصبح ليلنا بطيء الكواكب؟ سؤال لا معنى له في نظر التاريخ.. فالتاريخ العربي كله تاريخ مظلم ما عدا لمحات صغيرة.

هل نيأس؟

كلا.. إن من قرأ تاريخ أوروبا في عصوره المظلمة واطلع على ما كان فيه من حروب دينية ومحاكم تفتيش ووصول البربرية لديه إلى حد شواء الأطفال.. لا يمكن أن ييأس، فليس داعش وأخواته غير «فقاعات» ستنفجر في نفسها.. لأنها ضد التاريخ.. والتاريخ يسحق من يقف في طريقه.

ليست هناك تعليقات: