تأسف سماحة العلامة السيد حسن النمر الموسوي على انتشار فكرة انتقاد التراث والتحفظ عليه في بعض الأوساط الشبابية.
وقال سماحته: "نجد بعضَ أبنائنا وبناتنا - للأسف الشديد - يقرأ له كتاباً ، كتابين ، عشرة كتب ! ممن ينتقدون التراث الديني ! لأسباب بعضها موضوعية وأغلبها ليس موضوعياًّ ، ثم ينتفش ريشه ، ويقول : أنا لدي نقدٌ للتراث الديني".
وأوضح سماحته أن التسرع في تبني هذه الآراء لا يدل على اطلاع شامل على التراث ومناهج العلماء حيث أكد أن "طالب العلم الشرعي ، المجد في دراسته ، والعالم المحقق تجده كلما ازدادت اتساعا زاد تواضعاً".
وقال سماحته عن علماء الدين الجادين :حينما يسأل عن مسألة ما ؛ يراد أن تنسب إلى الشارع ، ولم يحقق هو فيها وينظر إلى مصادرها . يقول : اصبروا عليَّ قليلاً حتى أدرس هذه المسألة . قد يتطلب دراسة هذه المسألة منه يوما ، أو يومين ، أو شهرا ، أو شهرين ، أو سنة ، أو سنتين ! ثم يأتي لك بالجواب ، ويختمه - في الغالب - بقوله : والله العالم ).
لافتا أن هذا تأكيد وتربية أن هذا الجواب هو جوابٌ اجتهاديٌّ ؛ قد يصيب أو يخطئ رغم أنه يأتي بعد عمر مديد يقضيه في حلقات الدرس وبطون الكتب.
وأوضح سماحته أن المدرسة الشيعية لا تقول إن التراث الديني عندنا هو مصون من الخطأ باستثناء القرآن الكريم الذي ﴿ لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ ﴾.
وعن جهودُ العلماء واجتهاداتهم قال سماحته: "نحن ممن يقول بالتخطئة لا بالتصويب أي أن كل رأي يصدر من عالمٍ ؛ تمثل في فتواه وفي رأيه ، يمكن أن تكون مصيبةً ، ويمكن أن تكون خاطئة ولكن بعد القراءة والفحص . وليس أن يأتي شخص لم يقرأ ولم يفحص ، ثم يقول : أنا عندي رد ! وعندي نقد ! لأن هذا لم أستسغه.
جاء ذلك في حديثه ليوم الجمعة في مسجد الحمزة بن عبد المطلب في السابع من شعبان 1435هـ.
وأكد سماحته أن "لا غنى للناس عن القانون والتشريع الرباني مهما اعتقدوا في أنفسهم من القدرات العلمية والمعرفية".
وعزى أهمية القانون إلى تصادم الإرادات والرغبات حيث يحتاج الناس إلى من يضع لهم - أو أن يضعوا لأنفسهم - قانوناً ينظِّم هذه الرغبات ؛ بالخصوص في حالات التصادم مؤكداً أن التجارب البشرية ؛ في ما مضى وفي ما نعيشه ، تؤكد على أن الإنسان من دون الارتباط بنعمة الوحي لا يستطيع أن يزعم لنفسه القدرة على وضع القانون العادل والكامل.
وأوضح أن الحكمة الإلهية تقتضي أن يدل الله تعالى عباده إلى سبيل النجاة الذي تمثله العبادة.
مبينا أن العبادة لا تعني أن نخضع لله عز وجل لمجرد الخضوع ! بل للسيراً في خط الاستقامة . وبقدر ما يعبد الإنسانُ يحصل له الضماناتُ اللازمةُ حتى لا يحيد عن الطريق اللازم .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق