![]() |
زكي السالم |
ارمِ فَفِي كَفَّيكَ يُولَدُ كِبرياءْ
ويَموتُ ذلٌ طاعِنٌ فِي السنِّ
قد عِشنا بهُ خَمسِينَ عَاماً
مثخناتٍ بالبكاءْ
حتى إذا ارتَعشَتْ يداهُ
منَ التَّنقُلِ عَبرَ أجيالٍ وأجيالٍ
دخلنا بهِ إلى الإنعَاشِ
نُحيي فيهِ شيئاً منْ خُنوعْ
نَتحَسّسُ النبضاتِ في أضلاعِهِ
وَنُلامِسُ الجَسَدَ المُسَجّى في هُجوعْ
حتى إذا سَكنَ الأنينْ..
وَدَبَّ في الرُّوحِ السكونْ..
قمنا نُكَفكفُ عن مآقينا الدموعْ
قُمنا لنعُلنَ عن وَفاةِ الذُّلِّ
في زَمنِ الإباءْ
• • •
ارمِ فَفِي المقلاعِ آلامٌ من الذكرى البغيضَهْ
وبهِ حنينٌ جارِفٌ للثأرِ من «أيَّارَ» [1]
من نَفسٍ مُحَطَّمَةٍ مَرِيضَهْ
منْ فكرَةِ «التَّقسيمِ» تُرمَى كالفُتَاتِ عَلى طَرِيقِ الثَّأرِ
تُحقَنُ فِي دِمانا
تَقتلُ الثقَةَ المَهيضَهْ
منْ نَكبَةٍ عبثَتْ بذاكرةِ السنينَ المُستَفيضَهْ
كَتمَتْ بِها الأنفاسَ كي لاتَنكأَ الجُرحَ
المُضمَّخَ بالدماءْ
آهٍ لثأرِكِ يادِماءْ.. آهٍ لثأرِكِ يادِماءْ
قَد ضاعَ فِي شَجْبٍ، وتنديدٍ، هَباءْ
• • •
إرمِ فقد جَاءتكَ كُلُّ الثاكلاتِ على عَجَلْ
لَفَّتْ «حُزيرَانَ» [2] الكَئيبَ بوسطِها وأتتْ تزفُّ لكَ القُبَلْ
غَرِقَتْ بدمعِ الفاقداتِ، وَحسرَةِ الأسرَى
الذين توسدوا «سيناءَ» تَغلِي كالمُهِلْ
سَلْ عنهمُ «شَارونَ» فهوَ أمامَكَ «الحَمَلُ الوَديعْ»
هُوَ آمِرٌ، هو مُشرِفٌ، هُوَ قَاتِلٌ
هُوَ مَنْ تَسلَّى بالنَّجِيعْ
هُوَ منْ أذابَ إباءَهم فِي «مَاءِ نارِ» الحِقدِ
واستولَى على «الشَّرفِ الرَّفيعْ»
مِسكِينُ «ياجِنديُّ» يا مَنْ ضِعتَ فِي «سِيناءَ»
يا مَنْ تُهتَ فِي وَسطِ «العَرِيشْ»
يامن رأيتَ «أخاكَ» يُذبَحُ
بلْ حَفَرتَ لهُ بكَفِّكَ قَبرَهُ
وأهلتَ فوقَ إهابِهِ التُربَ المُعَفَّرَ بالعِداءْ
آهٍ لثأرِكِ يادِماءْ.. آهٍ لثأرِكِ يادِماءْ
قَد ضاعَ فِي شَجْبٍ، وتنديدٍ، هَباءْ
• • •
إرمِ ففِي «صَبرَا وَشاتِيلا» أُلوفُ الأمثِلَهْ
قد أُنهِكَتْ مِن فَرْطِ ما نَهَشَتْ بأعناقِ الألوفِ المِقْصَلَهْ
فتَرنّحَتْ من فوقِ أشلاءِ النساءِ وصرخَةِ الأطفالِ
ترجفُ من هَديرِ الزّلزَلهْ
وعلى المخيم أشرقتْ شَمسُ الفناءْ
لتُمزقَ الفجرَ «المُناوبَ» عندَ أطرافِ المخيمِ في انتشاءْ
جَعلوا المخيمَ كالهشيمْ
الناسُ فيهِ كما الهشيمْ
أحلامُ صبيتهِ تُفتّتُ كالهشيمْ
آمال نسوتِه تُفَتّتُ كالهشيمْ
والكُوزُ فيهِ مُحطّمٌ
والقِدْرُ فيه مُهشّمٌ
والنارُ تُطفئُها الدماءْ
والطفلةُ الجَوعى التي كانتْ تُحدِّقُ في الإناءْ
كانتْ تَحنُّ للقمَةٍ..
صامَتْ لها طولَ المساءْ
حتى إذا انتحرَ المساءْ..
وتاهَ في الأفقِ الضياءْ..
ثارَتْ مدافعُ حقدِهم لتقولَ..:
حَيَّ على الفناءْ.. لتصيحَ.. حيَّ على الفَناءْ
آهٍ لثأرِكِ يادِماءْ.. آهٍ لثأرِكِ يادِماءْ
قَد ضاعَ فِي شَجْبٍ، وتنديد، هَباءْ
• • •
إيهٍ – حَفِيدَ العُربِ – والحَجَرُ المُقدَّسُ فِي يَمِينكَ
طافحٌ بالذكرياتْ
خَمسونَ عاماً.. طافِحٌ بالذكرياتْ
خَمسونَ عاماً.. مُثقَلٌ بالذكرياتْ..
اقذفْ به كلَّ العُتاةِ القابعينَ بقُدسِنا مثلَ الذبابْ
نشروا على الأرض الدّمارْ
نشروا على الأرض الخرابْ
ارمِ.. فَداكَ القاعدونَ منَ الرجالِ إلى النسَاءْ
ارمِ.. فقد وَضعوكَ مِتراساً
تَصُدُّ بِصدرِكَ العَارِي
صُنوفَ الإستياءْ
وَتُحَطِّمُ الأمواجَ عاتِيةً
على صَخرِ التَّحدِي فِي إباءْ
ارمِ فَفِي كَفَّيكَ يُولَدُ كِبرياءْ
ارمِ فَفِي كَفَّيكَ يُولَدُ كِبرياءْ
2005
ويَموتُ ذلٌ طاعِنٌ فِي السنِّ
قد عِشنا بهُ خَمسِينَ عَاماً
مثخناتٍ بالبكاءْ
حتى إذا ارتَعشَتْ يداهُ
منَ التَّنقُلِ عَبرَ أجيالٍ وأجيالٍ
دخلنا بهِ إلى الإنعَاشِ
نُحيي فيهِ شيئاً منْ خُنوعْ
نَتحَسّسُ النبضاتِ في أضلاعِهِ
وَنُلامِسُ الجَسَدَ المُسَجّى في هُجوعْ
حتى إذا سَكنَ الأنينْ..
وَدَبَّ في الرُّوحِ السكونْ..
قمنا نُكَفكفُ عن مآقينا الدموعْ
قُمنا لنعُلنَ عن وَفاةِ الذُّلِّ
في زَمنِ الإباءْ
• • •
ارمِ فَفِي المقلاعِ آلامٌ من الذكرى البغيضَهْ
وبهِ حنينٌ جارِفٌ للثأرِ من «أيَّارَ» [1]
من نَفسٍ مُحَطَّمَةٍ مَرِيضَهْ
منْ فكرَةِ «التَّقسيمِ» تُرمَى كالفُتَاتِ عَلى طَرِيقِ الثَّأرِ
تُحقَنُ فِي دِمانا
تَقتلُ الثقَةَ المَهيضَهْ
منْ نَكبَةٍ عبثَتْ بذاكرةِ السنينَ المُستَفيضَهْ
كَتمَتْ بِها الأنفاسَ كي لاتَنكأَ الجُرحَ
المُضمَّخَ بالدماءْ
آهٍ لثأرِكِ يادِماءْ.. آهٍ لثأرِكِ يادِماءْ
قَد ضاعَ فِي شَجْبٍ، وتنديدٍ، هَباءْ
• • •
إرمِ فقد جَاءتكَ كُلُّ الثاكلاتِ على عَجَلْ
لَفَّتْ «حُزيرَانَ» [2] الكَئيبَ بوسطِها وأتتْ تزفُّ لكَ القُبَلْ
غَرِقَتْ بدمعِ الفاقداتِ، وَحسرَةِ الأسرَى
الذين توسدوا «سيناءَ» تَغلِي كالمُهِلْ
سَلْ عنهمُ «شَارونَ» فهوَ أمامَكَ «الحَمَلُ الوَديعْ»
هُوَ آمِرٌ، هو مُشرِفٌ، هُوَ قَاتِلٌ
هُوَ مَنْ تَسلَّى بالنَّجِيعْ
هُوَ منْ أذابَ إباءَهم فِي «مَاءِ نارِ» الحِقدِ
واستولَى على «الشَّرفِ الرَّفيعْ»
مِسكِينُ «ياجِنديُّ» يا مَنْ ضِعتَ فِي «سِيناءَ»
يا مَنْ تُهتَ فِي وَسطِ «العَرِيشْ»
يامن رأيتَ «أخاكَ» يُذبَحُ
بلْ حَفَرتَ لهُ بكَفِّكَ قَبرَهُ
وأهلتَ فوقَ إهابِهِ التُربَ المُعَفَّرَ بالعِداءْ
آهٍ لثأرِكِ يادِماءْ.. آهٍ لثأرِكِ يادِماءْ
قَد ضاعَ فِي شَجْبٍ، وتنديدٍ، هَباءْ
• • •
إرمِ ففِي «صَبرَا وَشاتِيلا» أُلوفُ الأمثِلَهْ
قد أُنهِكَتْ مِن فَرْطِ ما نَهَشَتْ بأعناقِ الألوفِ المِقْصَلَهْ
فتَرنّحَتْ من فوقِ أشلاءِ النساءِ وصرخَةِ الأطفالِ
ترجفُ من هَديرِ الزّلزَلهْ
وعلى المخيم أشرقتْ شَمسُ الفناءْ
لتُمزقَ الفجرَ «المُناوبَ» عندَ أطرافِ المخيمِ في انتشاءْ
جَعلوا المخيمَ كالهشيمْ
الناسُ فيهِ كما الهشيمْ
أحلامُ صبيتهِ تُفتّتُ كالهشيمْ
آمال نسوتِه تُفَتّتُ كالهشيمْ
والكُوزُ فيهِ مُحطّمٌ
والقِدْرُ فيه مُهشّمٌ
والنارُ تُطفئُها الدماءْ
والطفلةُ الجَوعى التي كانتْ تُحدِّقُ في الإناءْ
كانتْ تَحنُّ للقمَةٍ..
صامَتْ لها طولَ المساءْ
حتى إذا انتحرَ المساءْ..
وتاهَ في الأفقِ الضياءْ..
ثارَتْ مدافعُ حقدِهم لتقولَ..:
حَيَّ على الفناءْ.. لتصيحَ.. حيَّ على الفَناءْ
آهٍ لثأرِكِ يادِماءْ.. آهٍ لثأرِكِ يادِماءْ
قَد ضاعَ فِي شَجْبٍ، وتنديد، هَباءْ
• • •
إيهٍ – حَفِيدَ العُربِ – والحَجَرُ المُقدَّسُ فِي يَمِينكَ
طافحٌ بالذكرياتْ
خَمسونَ عاماً.. طافِحٌ بالذكرياتْ
خَمسونَ عاماً.. مُثقَلٌ بالذكرياتْ..
اقذفْ به كلَّ العُتاةِ القابعينَ بقُدسِنا مثلَ الذبابْ
نشروا على الأرض الدّمارْ
نشروا على الأرض الخرابْ
ارمِ.. فَداكَ القاعدونَ منَ الرجالِ إلى النسَاءْ
ارمِ.. فقد وَضعوكَ مِتراساً
تَصُدُّ بِصدرِكَ العَارِي
صُنوفَ الإستياءْ
وَتُحَطِّمُ الأمواجَ عاتِيةً
على صَخرِ التَّحدِي فِي إباءْ
ارمِ فَفِي كَفَّيكَ يُولَدُ كِبرياءْ
ارمِ فَفِي كَفَّيكَ يُولَدُ كِبرياءْ
2005
------------
[1] أيـار: الشهر الذي اغتصب فيه الصهيانه فلسطين عام 1948م.
[2] حزيران: الشهر الذي اعتدى فيه الصهاينه على الأمة العربية عام 1967م.
[1] أيـار: الشهر الذي اغتصب فيه الصهيانه فلسطين عام 1948م.
[2] حزيران: الشهر الذي اعتدى فيه الصهاينه على الأمة العربية عام 1967م.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق