الجمعة، 16 مايو 2014

عفواً صديقي العزيز!


هل جربت يوماً ان تحتاج مساعدة صديقك فيعتذر منك؟ أو يضنّ بها عليك؟

أو اتجهت إلى صديق آخر فاعتذر ايضاً!

وهكذا تمر عليك الأيام الصعبة وأنت لازلت تبحث عن صديق يساندك! فترى نفسك تبحث عن إبرة صغيرة في كومة قش!




كم عدد أصدقائك وإخوانك الذين يشاركونك الضحك والابتسامة كل يوم؟

من هم الذين يتحدثون عن حبهم واشتياقهم لك عند غيابك؟ ويتحدثون ويتحدثون.. فتشعر بالأمان من غدر الزمان لأنك محاط بعدد من الإخوة الذين لن يدعوك تسقط يوماً ما ..




وتسقط..!

ليرفع الله الغشاوة عن عينيك فتشاهد أنك محاط بألسن تعجز عن النطق فضلاً عن أن تبعث الهمة في سواعدها لتساعدك على النهوض ...




هكذا نعيش أيامنا الآن في زمن مخيف انعدمت فيه ثقافة التعاون والتكافل إلا ما رحم ربي.

كيف نطلب العون من الله مادمنا عاجزين عن إنشاء عرى التواصل التعاون بيننا؟

كيف نقف بين يدي الله ونشكو بطء الإجابة وقد سخر الله في طريقنا أناسا احتاجونا لمد يد المساعدة فأعرضنا عنهم أو ماطلناهم في إجابة طلبهم حتى أشعرناهم بالذل والإهانة؟




عفواً صديقي العزيز 

لاتشاركني لحظاتي الجميلة مادمت غير قادر على انتشالي من الأوقات الصعبة.

لاتصف لي طعم العسل وتطعمني بصلاً عندما أجوع ...

لاتدعني أمقت الحياة أكثر .. عندما أظن أننا في زمن كثرة الأصدقاء فأمشي باطمئنان لأرتطم بجدار الخيبات ..

وما أكثر أصدقاء الضحك والمزاح وما أقل أصدقاء الدمعة

وما أكثر التعاون على الإثم والعدوان وأقل التعاون على البر والتقوى...

صديقي العزيز

أنت إنسان وأنا إنسان 

ماخلقنا الله لنضيع أعمارنا في اللهو والضحك ونتقاعس عن خدمة بعضنا البعض عندما يتطلب الموقف وقتاً من الجد والعمل ..

دع عنك إهدار الوقت خلف الشاشات وضع يدك في يدي لننجز معاً عملاً رائعاً يخدمنا ويخدم مجتمعنا ووطننا..




عندما نشيخ ويضعف نظرنا سنكون غير قادرين على التواصل خلف الشاشات.

عندها سندرك كم نحن عشنا وحيدين وسنموت وحيدين ..

ليست هناك تعليقات: