الثلاثاء، 20 مايو 2014

الاختلاف في الرأي .. ضرورة

الجماعة الذين يبقون على سوية لسنوات دون أي اختلاف في الرأي، قد لا يعلمون أنهم في مشكلة. تجد أن أكثرهم ضعفاء الشخصية يستسلمون لذوي الأصوات العالية وحب السيطرة، ويتجنبون المواجهة بالسكوت حتى يتخدر عندهم التفكير ويستبدلونه بتقليد أعمى. لذلك تجدهم أشد عرضة للانتكاس بمجرد تغييرهم محيطهم الذي هم فيه.
فالأب المتسلط مثلا قد يفرض على أبنائه الانصياع لجميع أوامره وتبني كل أفكاره، مما يعود الأبناء على السكوت خوفا من العقاب، ويزرع في شخصياتهم الضعف والانزواء.
وبعض المرشدين والوعاظ يبالغ في نصحه للناس -بدافع الاهتمام وبحسن نية- فيلقي إرشاداته بصيغة الأمر الصارم ويسد الطريق أمام اختلافهم العلمي معه، بل وحتى تساؤلاتهم -التي قد تكون مهمة- بحجة أنهم «لا يعلمون» فلا يحق لهم «الفلسفة»، مما ينتج جيلا مسلوب التفكير واهن العقل متمرسا على التقليد.
وكذلك المدرس مع الطلاب، والأزواج والأصدقاء. فكل جماعة لابد أن تترك مساحة للاختلاف في الرأي حتى لا تتحول إلى عقل جمعي ونسخ كربونية لا يستفيد بعضهم من بعض، وحتى لا تموت ملكة التساؤل والتفكير عندهم.
انظر في الجماعات التي حولك. فإن وجدت أنك تمتلك فيها حق الاختلاف (العلني) بالرأي دون أن يفسد ذلك للود قضية، فهذا مؤشر على أنها جماعات تحفز على التفكير وتتقبل الرأي الآخر (بفرض أن خلافك قائم على أساس علمي وليس بدافع الهوى). أما إن كنت في جماعة تفكر بشكل متطابق كليا بحيث لا يمكنك التعبير عن رأيك دون خوف من مواجهات قد تفسد المودة، فاعلم أنها جماعة لا تحفزك على التفكير التفاعلي بل تمارس ضربا من التلقين والاستبداد.
هل اختلفت مع صديقك مؤخرا؟

ليست هناك تعليقات: